كما كان حري بالاردنيين التباهي فى المكانة المرموقة التى وصل اليها جلالة الملك بين زعماء العالم فمن حق الاردنيين الاستثمار بالنجاحات الدبلوماسية والفتوحات السياسية التى يحقهها جلالة الملك فى البلدان كما فى المحافل الاقليمية والدولية، فجلالة الملك غدا يشكل وجوده اضافة دبلوماسية وحضوره السياسي اخذ يكون مطلبا بفضل سياسته الحكيمة وعلاقاته الوازنة كيف لا وهو يشكل محط ترحيب عند اقطاب التضاد وما بينها من المجتمعات الاقليمية منها والمناطقية.
وقد لا يخفى على احد طبيعة العلاقة التى تجمع جلالة الملك مع الرئيس بايدن وصناع القرار فى واشنطن وكما لا يخفى على احد ان الاردن يعاني من ازمة اقتصادية خانقة جاءت نتيجة ظروف موضوعية فرضتها ظروف الحرب ضد الارهاب وما تبعتها من حرب ضد الوباء وهو يمتلك مخزونا بشريا هائلا معلما ومدربا وقادرا على العمل وتشكيل اضافة نوعية فى كل القطاعات والمجالات الحيوية وهذا ما يجعله مورد إضافة.
ولان الولايات المتحدة حققت وتحقق فى عهد الرئيس بايدن نموا اقتصاديا فاق بتقديراته كل التوقعات والولايات المتحدة باتت بحاجة لايادى عاملة متدربة بمناهجها ومتعلمة بعلومها وقادرة على الحديث والتحدث فى بيئتها فان ادخال الاردنيين للولايات المتحدة دون فيزا ضمن برنامج عمالة يجيز عبره للاردنيين العمل يعتبر احد الحلول التى تخدم تطلعات الجانبين فالولايات المتحدة بحاجة الى طاقة شبابية متدربة ومتعلمة وهى موجودة بالاردن والاردن بحاجة الى تشغيل الايادى العاملة فى القطاعات المختلفة لتحقيق المردود، وهى معادلة تحقق النجاح للطرفين وقد تبدو معادلة مقبولة لانها موضوعية وتصب بصالح الطرفين اضافة الى ان الاردنيين معروف عنهم الجدية ولم يسجل على اكثر من مائة الف اردني مقيم فى الولايات المتحدة اية قضايا جرمية او جرائم ارهابية وهذا ما يساعدنا للطلب بالسماح للاردنيين فى الدخول للولايات المتحدة من دون تاشيرة اسوة ببعض الجنسيات التى تدخل امريكا دون تاشيرة مع انهم لا يمتلكون موارد بشرية متعلمة كما نمتلك ولا يمتلكون بيئة قريبة او لغة تساعدهم كما نمتلك.
من هنا كان هذا المطلب مطلبا مشروعا بل واجده اساسيا فى دعم الاردن واسناد استقراره والارتقاء بالمستوى المعيشي لابنائه وكما ان ذلك فى حال تم تطبيقه سيقوم فى جعل الاردن محطة اساسية وحيوية للتبادل الاقتصادى بين البلدين مما سيعود بالفائدة على ناتج نمو الاقتصاد الامريكي كما الاردنى، فكما تم الاستفادة من الجغرافيا السياسية للاردن فى الجانب العسكرى والامني وتبين ان هذا القرار كان قرارا استراتيجيا وصائبا ويسجل للرئيس بايدن، فدعونا نكرر هذه التجربة الناجحة فى المستوى المتمم ونجعل من الاردنى يدخل امريكا بدون تاشيرة فان تاثيرات هذا القرار ستكون واعدة لمستقبل العلاقة الاستراتيجية بين البلدين.
وكما ان هذا القرار سيساعد الكثيرمن الدول فى تطبيقه كونه سيعتبر نموذجا للعمل وللتعاون المشترك بين المجتمعات لما سيشكله من نجاحات تطال جميع المستويات، فالاردني مثاله الملك القائد يعمل على تحقيق اضافة فى كل مجال ويعمل باخلاص وتفان فى البناء وتعظيم رسالة المنجز اينما حل واينما ارتحل وهذا قد يعيدنا الى مسالة باتت تشكل ضرورة يمثلها فصل وزارة المغتربين عن وزارة الخارجية ضمن برنامج عمل يسهم فى توسيع رقعة العمل والانجاز لتشمل الكل الدولي.