هل يوجد أصعب من أن يدفن الأب ابنه، وأن يهدم صاحب البيت بيته، في الحالتين بيده؟؟.
كم عائلة فلسطينية دفنت فلذة أكبادها الذين قتلهم جنود الاحتلال، ولا زالوا، وبعض هؤلاء الجنود وجه رصاصاته للشباب والشابات الفلسطينيين، على طريقة الصيد والقنص، وكأن شباب فلسطين العرب من المسلمين والمسيحيين ليسوا من البشر.
يتم توجيه الرصاص لأبناء قطاع غزة أثناء مسيرات العودة، فيسقط العشرات منهم، ويتبجح جنود الاحتلال أمام بعضهم البعض بكل سادية أنهم يجيدون اصطياد الفلسطينيين وقنصهم، ويتباهوا بأفعالهم الجُرمية.
حينما تمكن شاب فلسطيني من اصطياد قناص إسرائيلي على حدود غزة، قامت المستعمرة ولم تقعد على قتل الجندي القناص، وعائلة شموئيلي لعنت أبو سنسفيل حكومة بينيت على تقصيرها، ورفضت تقرير الجيش بعرض الوقائع كما هي.
سلطات المستعمرة وبلديتها في القدس أجبرت عائلة سمرين المقدسية على هدم منزلها ذاتياً في حي وادي حلوة ببلدة سلوان، واضطر صاحب البيت لهدم بيته بيده، لأنه لا يملك تكاليف الهدم بالجرافات، وهي حالة ليست فريدة بل تحولت إلى ظاهرة استعمارية إسرائيلية في القدس بهدف التطهير العرقي وتقليل عدد المقدسيين في بلدهم ومدينتهم، عبر تسليم عشرات العائلات المقدسية في سلوان إخطارات الهدم بهدف ترحيلهم من القدس، والتخلص تدريجياً من وجودهم.
المعركة في القدس، وعلى القدس، على الحارة، على البيت، على الشارع، على الحي، على الإنسان، نحو هدف مركزي منظم استراتيجي: تهويد القدس وعبرنتها وأسرلتها!!.
أهل القدس يصيحون، يُكبرون، يهتفون: واسلاماه، وعرباه، ومسيحاه، يا بشر، يا ناس، قلما يتجاوب أحد معهم، يشد من أزرهم، يدعمهم، من الأثرياء العرب والمسلمين والمسيحيين، كما يفعل قادة الطوائف اليهودية الثرية المنتشرة في العالم، بدعم المستعمرة الإسرائيلية وبرامجها ومخططاتها.
صحيح أن ثمة وعي ينضج، ويكبر، يمتد إلى العديد من عواصم العالم وأحزابهم ونوابهم وكتابهم ومثقفيهم، في إدراك التزييف الإسرائيلي والتضليل الصهيوني، وإدراك معاناة الشعب الفلسطيني المثلثة: التمييز العنصري في مناطق 48، الاستعمار الاحتلالي العسكري في مناطق 67، التشرد والإفقار للاجئين في مخيماتهم، وتراجع خدمات الأونروا الصحية والتعليمية والإغاثية لهم.
ظواهر التضامن الإيجابية مع الشعب الفلسطيني لم تصل بعد إلى مستوى عزل المستعمرة الإسرائيلية ومحاسبة قياداتها الفاشية الاستعمارية على جرائمهم البشعة، ومعاقبتهم.
القياصرة والنازيون ارتكبوا الجرائم بحق اليهود ظلماً وتعسفاً، وحركتهم السياسية الصهيونية، يفعلون بالفلسطينيين جرائم القياصرة والنازيين وحماقاتهم، بالقتل والتصفية والتشريد والاعتقال والهدم والتدمير.