المتابعُ للتحركاتِ الدوليةِ بين قادة ومسؤولي الدولِ المختلفة، يلمسُ وبما لا يحمل الشك حراكاً سياسياً أردنياً في العديدِ من الاتجاهاتِ والمسارات، يناقشُ من خلاله العديد من الملفات والاهتمامات! كالملفِ السوري واللبناني من جهة والملف الأفغاني واليمني من جهة أخرى، إضافة للقضيةِ الفلسطينية التي كانت وما زالت على رأس أولويات الملفاتِ بالنسبة للسياسة الأردنية!.
لقد جاءت الزيارةُ الملكية إلى واشنطن قبل أسابيع، تبعها زيارات لموسكو وبغداد والقاهرة، تضمنتها لقاءاتٌ مع قادة ومسؤولي عدد من دول العالم؛ إضافة لتحركات السياسة الأردنية في العديد من الاجتماعات واللقاءات وجاهياً وإلكترونياً كدلالةٍ واضحة وثابتة بأن الأردن كان ولا يزال يشكل عمقاً عربياً استراتيجياً، وشريكاً حقيقياً في إدارة ورعاية ملفات الأمن واللاجئين ومكافحة الارهاب وغيرها من الملفات المحورية ذات الاهتمامِ الدولي.
لقد سجلَ الأردنُ وعبر التاريخ العديد من المواقف السياسية الناصعة متسلحاً في كل ذلك بلغة الحكمةِ والاتزان، والبعد عن التهديد والوعيد، على الرغمِ من التحديات المستمرة والملفات المعقدة والإداراتِ المتغيرة، إلى ان أصبح يمثل أنموذجاً دولياً في حسن التعامل مع القضايا الدولية وممثلاً حقيقياً للإسلام المعتدل، وأصبحت العديدُ من شبكات الإعلام العربي والغربي ترى من عمان نقطة جاذبة لمواكبة الأخبار واستضافةِ المفكرين والمحللين السياسيين، كدليلٍ على أهمية المركز السياسي الأردني على المستوى الدولي.
إن ما هو مطلوب اليوم أن يستثمر الرصيد الدولي من الاحترام والاهتمامِ إعلامياً لجعل الأردن محطة للجذب الإعلامي والإلكتروني، لما لذلك من انعكاساتٍ إقتصاديةٍ واستثمارية من أجل ان يكون الأردن منارةً سياسية ونقطة جذب اقتصادية، وإعادة الإعلام الرسمي إلى مكانه الصحيح، كأداة وطنية مُحركة وداعمة للسياسة الأردنية من خلال دعم الصحافة وقنوات الأخبار الرسمية مادياً ومعنوياً، واستثمار الإعلام بشكل حيوي وصولاً لإعلام أردني رسمي تُنقل منه الأخبار لا ان تنقلَ إليه!