الأردن بموقفه وموقعه هو محط الأنظار الدولية والإقليمية والعربية، وصفة الاعتدال لا تعني أن يفرط الأردن بحقوقه القومية والتاريخية، ولا تعني الإذعان للضغوطات الممارسة عليه. القيادة الأردنية تملك رؤية استراتيجية وطنيه ثابتة وراسخة المواقف وتملك القوة في سبيل تحقيق أهدافها، وهذا دلالته قمة التعاون بين الأردن وبغداد ومصر، القمة الرباعية التي عقدت مؤخرا في الأردن، فقد اتفق وزراء طاقة الاردن ومصر وسوريا ولبنان على تقديم خطة عمل وجدول زمني لتنفيذ نقل الغاز المصري إلى لبنان، بالإضافة الى نقل الكهرباء من الأردن عبر سوريا الى الأراضي اللبنانية.. الاجتماع الذي عقد في العاصمة الأردنية عمان جاء بعد موافقةٍ أمريكية لاستجرار لبنان الطاقة الكهربائية والغاز مروراً بسوريا... وزراء الطاقة المشاركون في الاجتماع قالوا إن البنية التحتية لنقل الكهرباء والغاز الى لبنان شبه جاهزة وقد تحتاج إلى إصلاحات خفيفة.. وسبق لجلالة الملك عبد الله الثاني أثناء زيارته الأخيرة لواشنطن أن صرح إن التوصل إلى حلول لمساعدة سوريا يمكن أن يساعد المنطقة برمتها والأردن على نحو خاص. وأكد، أن الاردن سعى بالتعاون مع «الأشقاء العرب» لتقديم الحلول اللازمة للأزمة في سوريا وإعادتها إلى الحضن العربي.
استضافت العاصمة عمان أمس الاول اجتماعاً وزارياً لدول خط الغاز العربي، الاردن ومصر وسوريا ولبنان، تم خلاله الاتفاق على إيصال الغاز الطبيعي المصري إلى لبنان عبر الأردن وسوريا، وتقديم خطة عمل وجدول زمني لتنفيذ ذلك. وأكد الوزراء ان كل دولة ستتحمل كلفة إصلاح شبكة نقل الغاز داخل اراضيها، قائلين «خلال ثلاثة أسابيع سنكون جاهزين لمراجعة الاتفاقيات وتقييم البنية التحتية». وأكدت وزيرة الطاقة والثروة المعدنية هالة زواتي أنه سيتم عقد اجتماع آخر قريباً لوضع خطة عمل لتصدير الطاقة الى لبنان ومن أجل إعداد الاتفاقيات وتقييم البنية التحتية بخصوص تصدير الكهرباء إلى لبنان.
ووضع اجتماع الأردن عملية استجرار الغاز المصري والكهرباء الأردنية إلى لبنان «على سكة التنفيذ» وفق ما نقل خبراء تقنيون واكبوا نتائج الاجتماع، بحيث رسم المجتمعون خريطة طريق عملية لوجستية ومالية مقرونة بجدول زمني محدد لإتمام هذه العملية، على أن يتولى البنك الدولي تمويل الاتفاقية التي ستبرم بين الدول الأربع، بشكل سيلحظ من خلاله دفع ثمن الغاز لمصر، وتسديد البدل المالي للأردن وسوريا لقاء عبوره من أراضيها باتجاه لبنان.
كما كان لافتاً التعاون الذي أبدته كل من الاردن ومصر رغم تجميد مفاوضات تفعيل هذا الخط منذ سنوات، وتوقعت أوساط مطلعة على الملف أن يبدأ إمداد لبنان بالغاز المصري خلال شهر إذا ما سارت الأمور وفق الاتفاق لجهة تذليل العقد اللوجستية والمالية والتقنية ، وفي هذا الاطار فان الاجتماع الرباعي يمكن ان يشكل مؤشراً لإطلاق السوق العربية المشتركة ضمن عملية التكامل الاقتصادي وتضم دولاً عربية من بينها الاردن ومصر والعراق وسوريا، وكان الملك عبد الله الثاني قد أشار إليها وإمكان فتح باب التعاون الاقتصادي بين الدول العربية بالتعاون مع مجلس التعاون الخليجي.
ومن هنا، أكدت مصادر مواكبة للاجتماع الرباعي ان باكورة التعاون العربي انطلقت ستليها خطوات تعاون في مجالات أخرى.
يُذكر أن خط الغاز العربي تم تنفيذه على ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى من العريش إلى العقبة بطول 265 كلم، وتم البدء بتوريد الغاز الطبيعي من مصر إلى الأردن بموجب هذه المرحلة بتاريخ 27-7-2003.
أما المرحلة الثانية فقد امتدت من العقبة إلى منطقة رحاب في شمال الأردن وبطول 393 كلم، وتم البدء بتزويد الغاز لمحطات توليد الكهرباء في شمال الأردن في شهر شباط 2006، في حين تم استكمال المرحلة الثانية لخط الغاز العربي من رحاب حتى الحدود الأردنية السورية بطول 30 كلم في شهر آذار من عام 2008.
وتم الانتهاء من تنفيذ الجزء الجنوبي من المرحلة الثالثة لخط الغاز العربي داخل الأراضي السورية والممتدة من الحدود الأردنية السورية إلى مدينة حمص بطول 320 كلم، وتشغيلها في شهر تموز 2008، وتم البدء بتصدير الغاز الطبيعي المصري إلى لبنان عبر الأردن في شهر تشرين الثاني 2009، إلى أن توقف في عام 2011.