أخر الأخبار
رفع الضرائب المفروضة على التبغ شعار الاحتفال بيوم الامتناع عن التدخين
رفع الضرائب المفروضة على التبغ شعار الاحتفال بيوم الامتناع عن التدخين

عمان - الكاشف نيوز : يحمل شعار احتفال دول العالم هذا العام باليوم العالمي للامتناع عن التدخين الذي يوافق للحادي والثلاثين من ايار من كل عام ( رفع الضرائب المفروضة على التبغ ) .

ويهدف الاحتفال بهذا اليوم الى المساهمة في حماية أجيال الحاضر والمستقبل ليس فقط من العواقب الصحية المدمرة الناجمة عن التبغ، بل أيضاً من الآفات الاجتماعية والبيئية والاقتصادية لتعاطيه والتعرض لدخانه .

مدير مكتب مكافحة السرطان في مركز الحسين للسرطان الدكتور فراس الهواري قال لوكالة الانباء الاردنية ( بترا ) ان احتفال هذا العام يركز على زيادة الضرائب على التبغ , اذ يتزامن هذا الاحتفال مع اعادة اسعار التبغ في المملكة لما كانت عليه في السابق بزيادة 25 بالمئة والتي تعتبر غير كافية لمنع انتشار هذا السم القاتل .

واشار الى ان نسبة التدخين في المملكة وايضا نسب الخطورة بالامراض غير السارية كارتفاع ضغط الدم والسكري والسرطان , من اعلى النسب في العالم , اذ تجاوزت نسبة التدخين 60 بالمئة بين الذكور , ويصعب تحديدها بين الاناث بسبب الخجل والعادات الاجتماعية مبينا ان 80 بالمئة من الذكور العاملين في القطاع الصحي مدخنون .

وقال ان التدخين يعتبر القاتل رقم واحد لمرضى القلب , وهناك تراخ في تطبيق القوانين التي تحظر التدخين في الاماكن العامة مؤكدا ضرورة تطبيقها , اذ انه وفي حال تطبيقها فان نسبة التدخين تنخفض بحوالي 4 بالمئة .

رئيسة قسم الوقاية من اضرار التدخين في وزارة الصحة الدكتورة فاطمة خليفة نوهت بالاجراءات الرقابية والتوعوية والعلاجية التي يقوم بها القسم , مشيرة الى ان هناك ثلاث عيادات للاقلاع عن التدخين في عمان والكرك واربد تقدم المشورة والإرشاد وبدائل النيكوتين للمدخنين الراغبين في الإقلاع عنه , وان نسب النجاح في الاقلاع عنه تصل الى حوالي 27 بالمئة من المراجعين .

وقالت ان الدراسات العالمية اثبتت ان ارتفاع اسعار التبغ يخفف من عدد المدخنين خاصة اذا قاموا بالتفكير بمصروفها , اذ يبدأون بالاستغناء عن التدخين , ولن يفكر الشباب الذين لا يدخنون بشرائها ابدا .

وحسب احدث احصائيات لوزارة الصحة فان حوالي ثلث الاردنيين الذين تزيد اعمارهم عن 18 عاما ، ومثلهم من الاطباء ونصف طلبة كليات التمريض في الجامعات الاردنية من مدخني السجائر .

واشارت الدكتورة خليفة الى ان حوالي 41 بالمئة من الشباب المدخنين للفئة العمرية بين 13 و 15 عاما يشترون السجائر من المتجر بانفسهم ، فيما يتعرض 50 بالمئة من الفئة ذاتها للدخان السلبي في الاماكن العامة.

رئيس الجمعية الوطنية الاردنية لمكافحة التدخين الدكتور زيد الكايد قال ان احتفال هذا العام ياتي للاطلاع على ما انجزناه واعداد الخطط المستقبلية للمضي قدما في التخفيف من اعداد المدخنين والاضرار المترتبة عليه مشيرا الى ان شعار هذا العام يعمل على كف غير المدخن عن التدخين وتخفيف اعداد المدخنين .

واضاف ان الجمعية التي تاسست العام 1981 تقوم باعداد الدراسات والأبحاث والنشرات والملصقات والأفلام والندوات ، وتقدم المساعدات للمصابين بحالات مرضية نتيجة التدخين ومضاعفاته كامراض السرطان والقلب والرئة والحروق وكذلك للأفراد وعائلاتهم الذين يعتمدون عليهم بالإعالة خاصة في حالة الوفاة التي يسببها التدخين.

واظهرت بيانات دائرة الاحصاءات العامة ان مجموع انفاق المملكة على التبغ والسجائر بلغ حوالي 481 مليون دينار خلال عامي 2010 و 2011 .

منظمة الصحة العالمية دعت بهذه المناسبة دول العالم الى زيادة الضرائب المفروضة على التبغ بغية الحد من تعاطي التدخين والوصول الى مجتمعات أكثر صحة , فزيادة الضرائب تؤدي إلى جمع المزيد من الإيرادات للحكومات والبرامج الصحية وفقا لبيان المنظمة الذي تلقى ( الكاشف نيوز ) نسخة منه .

ويعتبر فرض الضرائب كما جاء في البيان " من أكثر الطرق فعالية للحد من تعاطي التبغ , فزيادة أسعاره تقلل من تعاطيه عن طريق تثبيط البدء بتعاطيه بين الفئة المحتملة وتشجيع المدخنين حالياً على الإقلاع عنه ، ومساعدة من أقلع عن تعاطيه على عدم الانتكاس والعودة له ثانية".

واشار الى انه بموجب اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ ، ينبغي على البلدان تنفيذ فرض الضرائب وتطبيق سياسات سعرية على منتجاته باعتبارها وسيلة للحد من تعاطيه.

واوضحت تقديرات المنظمة ان معدل انتشار التدخين بلغ مستوى مرتفعاً قريبا من 47 بالمئة بين الذكور والإناث من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 13-15 سنة في بعض بلدان اقليم شرق المتوسط ، في حين وضعت الزيادة في استهلاك النرجيلة , الاقليم في المرتبة الثانية على مستوى العالم في استهلاك التبغ بين الذكور، بعد إقليم غرب المحيط الهادئ.

واظهرت بيانات المنظمة أن زيادة الضرائب تنجح في الحد من تعاطي التبغ وفي إنقاذ الأرواح , إذ تؤدي زيادة أسعار منتجات التبغ بنسبة 10 بالمئة إلى الحد من تعاطيه في البلدان بنسبة تتراوح بين 4- 5 بالمئة وخفض عدد المدخنين وإنقاذ الأرواح.

المدير الاقليمي لشرق المتوسط في المنظمة الدكتور علاء العلوان قال انه يمكن بالإدارة الصارمة مكافحة تهريب التبغ ورصد وتنفيذ قوانين مكافحته، ومن خلال التصديق على بروتوكول القضاء على الاتجار غير المشروع بمنتجات التبغ ، وهو البروتوكول الأول لاتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحته.

واضاف ان التبغ هو المسؤول عن حدوث ما يقرب من ستة ملايين وفاة كل عام "بما في ذلك أكثر من 600 ألف وفاة بسبب التعرض لدخان التبغ غير المباشر"، ومن المتوقع أن يرتفع عدد الوفيات الناجمة عن التبغ إلى 8 ملايين بحلول العام 2030.

وكانت جمعية الصحة العالمية قررت العام 1988 الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة التدخين في الحادي والثلاثين من ايار من كل عام , وجعل هذا اليوم من كل سنة مرتبطا بموضوع مختلف متعلق بالتبغ.