غزة - الكاشف نيوز : كشف وزير الأسرى الأسبق في حكومة حماس المقالة وصفى قبها، أن القائد القسامي الذي تحدثت مصادر إعلامية إسرائيلية عن اغتياله بالسم من قبل الشاباك قبل سنوات طويلة بالسم هو القائد في كتائب القسام الشهيد محمد أبو معلا المعروف بـ"الأتاسي".
وقال قبها إن ما نشره جهاز الأمن الداخلي في إسرائيل «الشاباك» منذ أيام، عن اغتيال مخابرات الاحتلال لقائدًا كبيرًا بدس السم له بعد أن فشلت باغتياله عدة مرات دون ذكر الاسم، هو أبو معلا، مشيرًا إلى أن تأكيد مخابرات الاحتلال على استخدامها السم في حالات مشابهة غير حادثة محاولة اغتيال القائد خالد مشعل هو دليل على إجرام هذا المحتل وعنجهيته ورغبته الجامحة في القتل.
وأضاف أن "الأتاسي كان أحد قادة ومؤسسي خلايا القسام شمال الضفة الغربية وهو ينحدر من بلدة قباطية قضاء جنين، وطورد بسبب مسؤوليته عن عملية العفولة الاستشهادية التي قتل فيها 9 إسرائيليين، وكانت ردا على مجزرة المسجد الإبراهيمي ونفذها الاستشهادي رائد زكارنة من بلدة قباطية، وكانت أول عملية استشهادية نوعية للقسام.
وأشار قبها إلى أن "الأتاسي" الذي وقع في فخ طبيب عميل للاحتلال عقب مرضه نقل السم إلى جسده من خلال حقنة. وأضاف أن "الأتاسي نقل بهوية مزورة إلى مستشفى المقاصد في مدينة القدس ولكنه توفي بعد عدة أيام"، مؤكدا أن الطبيب العميل تم قتله وتصفيته جراء فعلته.
من هو الأتاسي؟
الشهيد محمد مصطفى أحمد أبو معلا الملقب (بالأتاسي) قائد قسامي فريد، ولد وترعرع بأحضان بلدة قباطية الواقعة شرق مدينة جنين القسام بتاريخ 12-11-1971، وقد نشط في حماس منذ انطلاقتها عام 1978، وتعرض للاعتقال عدة مرات خلال سنوات 1989 و1990 و1991 وفي السجن تعرف الشهيد محمد على كثير من المقاومين منهم السهيد محمود أبو هنود والشهيد الشيخ نصر جرار والقائد المهندس يحيى عياش الذي كان يقضي مدة محكوميته قبل أن يخرج من السجن ويطارد.
وقد نشأت داخل أسوار السجن قصة صداقة وأخوة كبيرة بين الأتاسي والمهندس يحيى عياش، واتفقا على اللقاء بعد خروجهما من السجن وذلك لترتيب إنشاء خلايا للقسام في المنطقة.
وبعد خروجه من السجن، أسس الشهيد محمد مع رفاق دربه الشهيد أمجد كميل والشهيد أحمد أبو الرب والشهيد رائد زكارنة من أبناء قباطية خلية عسكرية تابعة للكتائب وتلقى أفراد الخلية المساعدة والتدريب من قبل المهندس القائد يحيى عياش.
مطاردة ساخنة
وبعد عملية العفولة التي نفذتها كتائب القسام، أعلنت أجهزة الأمن الإسرائيلية حالة الاستنفار القصوى، وقامت بحملة اعتقالات كبيرة طورد على إثرها الشهيد محمد أبو معلا ورفيقاه أمجد كميل وأحمد أبو الرب، وقد تعرض الشهيد محمد أثناء مطاردته لمحاولات اغتيال كثيرة منها محاولة إطلاق نار بالقرب من جبع وقباطية حيث قام أحد العملاء بإطلاق النار عليه، ولكنه نجا من موت محقق عدة مرات.
واعتبرت قوات الاحتلال الشهيد محمد من أخطر المطلوبين القساميين حيث حملته المسؤولية عن عدد من العمليات الاستشهادية وكمائن قنل جنود منها: عمليتا العفولة والخضيرة، وقتل جندي قرب قباطية وإطلاق النار على دورية قرب قرية جبع وغيرها من العمليات.
قصة استشهاده
عمل الشهيد بعد اشتداد حملة مطاردته إلى التوجه لمدينة أريحا وكانت حينها قد سلمت حديثا للسلطة الفلسطينية في إطار اتفاق "غزة –أريحا أولا" حيث مكث في منزل صديق له وهو أيضا مطلوب للاحتلال وهنا بدأت حكاية تصفيته.
وتؤكد المصادر أن الأتاسي أصيب بالمرض في أحد الأيام خلال تواجده في أريحا وما كان من صديقه إلا ان استدعى طبيب المنطقة لعلاجه، ولكن للأسف كان ذلك الطبيب من المتعاونين مع مخابرات الاحتلال.
وعندما علم الطبيب أن (الاتاسي) متواجد هناك، أخبر مخابرات الاحتلال واتفق معهم على تصفيته من خلال حقنه بمادة قاتلة سلمه إياها الشاباك، واستشهد بتاريخ 24-8-1994.
وتشير المصادر إلى أنه وبعد إعطائه الإبرة تدهورت حالته الصحية للأسوأ فنقل لمستشفى المقاصد في القدس، وهناك استشهد على سرير المستشفى، حيث ما تزال طبيعة المادة غامضة إلى يومنا هذا.