ليلة فلسطينية بامتياز كانت مساء يوم الاثنين 11/10/2021، في قاعة دائرة المكتبة الوطنية، التي شهدت حفل إشهار كتابي رقم 22: «تطورات المشهد السياسي 2018- مسيرات العودة».
حفلة حاشدة لم تتسع القاعة لحالة الحضور النوعي العددي، رغم التزود بالمزيد من الكراسي والمقاعد، الطبيب الوزير حاكم القاضي، المدرس الجامعي الوزير هايل داود، اللواء جمال مضاعين، الشريفة فايزة علي ، الكاتب محمد خروب، صحفيين، أكاديميين، نقابيين، أطباء، محامين، كنت فرحاً بحالة الحضور، ولكن سبب فرحي لم يكن فقط العدد والنوعية والتكريم للكتاب والكاتب، بل التوقف أمام المضمون والتركيز على القضية التي جمعت الكاتب والحضور، مع الزملاء الذوات أسامة الرنتيسي، عريب الرنتاوي، رمضان الرواشدة، وأحمد سلامة، وراعي حفل الاشهار نقيب المحامين مازن إرشيدات.
التكريم كان لمضمون الكتاب الذي «فصفصه» الكاتب الملتزم المبدع عريب الرنتاوي، الذي قدم وصفاً تحليلياً أكاديمياً سياسياً، جعل الحضور في حالة من اليقظة والاندفاع للحصول على نسخة قبل نفاد الكمية، وأبدع رمضان الرواشدة الصحفي والكاتب الروائي في الربط بين أردنية الكاتب وفلسطينيته، أما ذكاء أحمد سلامة وفطنته، فترك الحديث عن الكتاب ليتناول مصداقية الكاتب عبر ربط الوقائع والأحداث المتتالية المتعاقبة وأعطى أهمية قراءة الأحداث وتأثرها بما يجري في فلسطين، وانعكاساتها على ما يجري في الأردن، والدور الأردني كرافعة لفلسطين من خلال مساهمات الكاتب وانشغالاته وازدواجية المهمة التي يرغب أن يؤديها.
نقيب المحامين المدافع عن الحق، كان سياسياً كعادته، نقابياً أردنياً كما هو، فلسطينيًا قوميًا كما يجب أن يكون، واختياره تم لمكانته المهنية والانتخابية.
الذين لا يفهمون، إما جهلاً أم متعمداً، أن أمن الأردن واستقراره وتقدمه وديمقراطيته وتعدديته مرتبط أشد الارتباط بفلسطين امتداداً لماضيها، وتأثراً بحاضرها، ومساهمة في صنع مستقبلها.
ومن ضيقي الأفق الذين لا يفهمون أن الأردنيين بمكوناتهم من أبناء الريف والبادية والمدن والمخيمات، هم الرافعة الأمامية لفلسطين، قبل باقي العرب والمسلمين والمسيحيين، وكلاهما من فئة الجهل أو من ضيقي الأفق يقعون دون صنع الحدث ويعملون على تخريبه.
الكتاب يتحدث عن أحداث 2018 ووقائعها وفي طليعتها مسيرات العودة، كأحد ابداعات الشعب الفلسطيني الكفاحية، فلم يكن صدفة أن المقال الأول في الكتاب من بين 130 مقالاً نشر يوم 4/1/2018، حمل عنوان «الأردن رأس الحربة نحو فلسطين» لأن الأردن في موقفه من قرار الرئيس ترامب الذي اعترف يوم 6/12/2017، أن القدس الموحدة عاصمة للمستعمرة الإسرائيلية، فكان الرفض الفلسطيني للقرار الأميركي، وأعلن الأردن موقفه: أولاً دعم الموقف الفلسطيني، ثانياً رفض الموقف الأميركي رغم أن الأردن تربطه علاقات التعاون الاستراتيجي مع واشنطن، ويتلقى مساعدات أميركية سنوية تتجاوز المليار دولار، ومع ذلك لم يتردد في إعلان الرفض الأردني للموقف الأميركي، هذا ما يجب فهمه والبناء عليه!!..