كل المفردات والعناوين المتداولة من الفدرالية، إلى الكونفدرالية، والوحدة بين الأردن وفلسطين، عناوين تضليلية يتم استعمالها بهدف خبيث، وهو إخفاء حل مشكلة المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي، القائمة على استكمال التخلص من العنصر البشري الفلسطيني، وترحيلهم تدريجياً بدون ضجيج إلى خارج فلسطين.
الصراع الفلسطيني الإسرائيلي قام ولازال على مفردتين: الأرض والبشر، استطاعوا احتلال كامل خارطة فلسطين، ولكنهم لم يتمكنوا من طرد كل الفلسطينيين من بلدهم وأرضهم ووطنهم، واليوم هناك أكثر من ستة ملايين عربي فلسطيني على كامل خارطة فلسطين، يشكلون عنوان الفشل الاستراتيجي للمستعمرة الإسرائيلية رغم قوتها وتفوقها، وعلينا أن نتذكر أن بلداناً استعمارية قوية كبيرة هُزمت في معاركها مع خصوم وأعداء «ضعاف» لأنها لم تكن على حق، وهم رغم ضعفهم امتلكوا العدالة والحق ومارسوا النضال حتى حققوا الانتصار.
الفلسطينيون الحلقة الضعيفة في الصراع، لكنهم على حق يملكون العدالة، لديهم قرارات الأمم المتحدة المعلقة بسبب رفض حكومات المستعمرة الإلتزام بها وتنفيذها: قرار التقسيم 181، قرار عودة اللاجئين 194، قرار الانسحاب وعدم الضم 242، وعشرات القرارات ليس أخرها قرار مجلس الأمن 2334 الصادر يوم 23/12/2016 ضد الاستيطان والمستوطنين وعدم شرعيتهم في القدس وسائر الضفة الفلسطينية.
الفلسطينيون هويتهم الوطنية، قيادتهم التمثيلية منظمة التحرير، أرضهم فلسطين، قضايا مترابطة، المس بأي منها مساس بكل ما هو نبيل وكرامة واستقلال لذواتهم وشخصيتهم، وجميعها نقيض هوية المستعمرة ومشروعها الإسرائيلي، بينما لا تناقض بين فلسطينيتهم وأردنيتهم وعروبتهم وإسلامهم ومسيحيتهم، بل هي متكاملة مكملة لبعضها البعض، نقيض مشروع المستعمرة.
الفلسطينيون هويتهم مستقلة، يناضلون على أرضهم لإنهاء الاحتلال وهزيمته، لا يقبلوا دمجهم مع أي شعب شقيق إلا على أساس الندية والتكافؤ، بعد الاستقلال، أما اليوم فأي طرح لدمجهم أو ربطهم مع الأردن، هو استهداف لفلسطين كما هو استهداف للأردن، من خلال تسهيل رحيلهم من فلسطين نحو الأردن على اعتبار أن الأردن وفلسطين بلد واحد عبر عناوين الفدرالية، أو الكونفدرالية، أو الوحدة، بعد أن فشلت المستعمرة لدفع الفلسطينيين واجبارهم نحو الرحيل كما حصل عامي 1948 و1967، باتجاه لبنان وسوريا والأردن.
من لديه «البتع» ليعمل على عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى بيوتهم في بلدهم وفق قرار الأمم المتحدة 194، وإنهاء معاناتهم وتشردهم في مخيمات اللجوء، بدلاً من طرح مشاريع واقتراحات تضليلية، تستهدف حل مشاكل الاحتلال، والاعتراف بشرعيته ومكافأته.
نضال الشعب الفلسطيني لن يتوقف، رغم الصعوبات والتحديات، ومعهم كل الأردنيين، من أجل حماية الأردن وأمنه واستقراره وتقدمه وديمقراطيته، ومن أجل صمود الفلسطينيين على أرضهم، ودعم نضالهم، لاستعادة حقوقهم الكاملة غير المنقوصة، وغير ذلك مشاريع وهمية تحمل مضامين فشلها المسبق، بلا فائدة.