رام الله - الكاشف نيوز : أصدر النائب في المجلس التشريعي والقيادى الفتحاوى ناصر جمعة، بياناً مساء امس الثلاثاء، ردا على قرار محمود عباس بفصل 5 من قيادات حركة فتح، هاجم خلاله الرئيس عباس على قراره بفصل قيادات الحركة، واتخاذ قرارات منفردة دون الرجوع للجنة المركزية للحركة.
ونشر جمعة بياناً على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" جاء فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان للرأي العام الفلسطيني، ولابناء فتح الشرفاء
عندما يصل الانسان الى مرحلة الاختناق في وطنه، مدركا ان الوطن يهوي الى الدرك الاسفل، ومدركا بشكل اكبر ان من يقودونه الى هذا الدرك لا يأبهون للمآسي المتراكمة والمتلاحقة التي تضج بها ضمائر الفقراء واصحاب الحاجات. لقد عم الفساد في برنا وبحرنا، لا صوت في بلادي يعلو فوق صوت الفساد والنفاق والتزلف من بلاط السلطان. ذاك النفاق الذي زين للسلطان اخطاءه على انها انجازات، وصور الدسائس على انها حقائق، والوشوشات والنميمة على انها صناعة قرار.
لقد خاب ظني ان اكون في وطن ترتجل فيه القرارات المصيرية ارتجالا، لا كلمة فيه لاحد غير شخص الرئيس، لا قول فيه الا لشخص واحد، ولا فصل في الخطاب الا بما يأمر.
المحظوظ من احبه الرئيس ومن يعمل في محيطه ويسبح بحمده، والمتعوس من قال كلمة هنا او تعليقا هناك لا يرضى عنها الرئيس.
يعتصرني الالم، ويذوي في قلبي الامل، او بقية باقية منه، لما آلت اليه اوضاعنا على هذه الارض المقدسة، لا نخوة، ولا ضمير، ولا مصلحة عامة، وفوق كل ذلك، ظلم اسود قاتم، مصدره ظلمة القلوب والارتجال والعشوائية في كل شيء.
نعم، ان حالة العطب التي اصابت الجسد الفلسطيني بالشلل، تقودنا الان من ظلم الى ظلام، ومن انحدار الى انحدار. اكتب هذا بصدمة بالغة، وألم شخصي يطال كل مكوناتي بعد صدور قرار (شخصي) من الرئيس بفصلي من حركتي الام (حركة الشعب الفلسطيني، فتح). قرار، اقل ما يقال فيه، انه لا اساس له ولا ضوابط، ولا مقدمات، ولا طعم له ولا رائحة. قرار يثبت وبكل يقين، انه صادر (كما هي العادة) بعشوائية شخصية ليس لها اي من المبررات. انني مؤمن ايمانا يقينيا، بان قرارا كهذا لا يسمن انتمائي الى حركتي الرائدة، ولا يغني ارتباطي بها من جوع. لأن شرف الانتماء اليها، اكبر بكثير من أن يلوث بقرار قاصر يهدف الى حرق ما يزيد عن الخمسة وثلاثين عاما في صفوفها، هذه السنوات المزينة بقافلة شهداء، وسنوات طويلة من الاعتقال والملاحقة والاشتباك مع الاحتلال. على الرغم من ثقتي ان هذا البيان لن يغير من الحقائق الساطعة شيئا، فانني اؤكد بأنني لا ارتجي من مصدر القرار خيرا او مبادرة خير، فقد كان قرار الفصل دليلا جديدا راسخا، ان مسيرتي الشخصية الطويلة مع حركتي قد اتخذت مسارها العلني الصحيح، الذي يقول الحقائق كما يجب ان تقال، وليس كما يحبها شخص واحد ان تقال، كائنا من كان هذا الشخص.
بناء عليه، اسوق اليكم مجموعة من النقاط التي تدلل على استباحة القرار لكرامتي التنظيمية والوطنية، بل كرامة فتح وتنظيمها الرائد:
*من المؤسف ان تتلخص حركة عملاقة بهيئاتها وجيوش المنتمين اليها بشرف في شخص واحد يصدر ما يشاء ويلغي ما يشاء، حيث ان قرار الفصل لم يصدر عن اي جهة تنظيمية وفقا لهيكلية النظام الداخلي للحركة.
*اليس من المخزي ان يتم اصدار قرار بهذه الخطورة (على الاقل منطقيا وتنظيميا) دون مراجعة الشخص الذي صدر القرار ضده.
*اليس من المحبط لكل الشرفاء (وهم كثر) ان يتم لفلفة موضوع حساس دون ان يتم تداوله في اي هيئة حركية.
*اين الديمقراطية في هكذا قرارات واجراءات، والرئيس يصرخ ليل نهار بديمقراطيته المعلنة.
*ان اتخاذ قرارت بهذا الحجم والتعميم بها من خلال الاعلام فقط يثبت انها انعكاس لفردية مستحكمة اكثر من اي شيء اخر.
*لم يكن مفاجئا بالنسبة لي ان كل من تم مراجعتهم من المستويات القيادية لم يكن على علم بهذا القرار الا من خلال الاعلام ايضا.
*في كل الحالات، ان السياسة المتوخاة من هكذا قرارات غاية في الوضوح، وهي اثبات ان حركة فتح وما يرتبط بها من قرارات مصيرية حساسة تدار وفق برنامج شخصي لا رأي فيه لاحد، حتى لو صرح الناعقون بغير ذلك.
*يتضح، ليس لي فقط، بأن الشخصنة في المؤسسة الفلسطينية قد بلغت منتهاها، مهما بلغت المحاولات لاثبات العكس.
*يستطيع الرئيس عباس ان يتخذ ما يشاء من قرارات، ولكنه، وهو يعرف ذلك جيدا، لا يستطيع شطب حركة تاريخ بجرة قلم.
*لن اعاتب الرئيس في هذا القرار، ولا ارجوه مراجعته، ولا اتوقع منه ان يقوم بذلك، لان اعترافه بالخطايا غير وارد، حتى لو اعترف بغير ذلك.
*السؤال الاخير، اين هي المؤسسة الفتحاوية، واين هم الامناء على ارث فتح والذين انكروا مشاورتهم او درايتهم بالقرار، واين هم من كل ما يجري في اروقة الحركة ومؤسساتها.
مئات من الاسئلة بحجم الجبال، لا يستطيع ان يثيرها الا من كان حرا، ومؤمنا، ومتيقنا ان الله وحده هو المعطي والمانع، بحاجة الى اجابات واضحة، على الرغم من يقيني المسبق بعدم وجود من يجرؤ على اثارتها خوفا على المناصب والمكتسبات. مسيرتي ستستمر، شاء من شاء وأبى من أبى. المقدس الوحيد في حياتي هو مبادئي التي سأمضي بها مدافعا عن وطني وابنائه وعن حركتي واعضائها المخلصين، وليسقط اي مقدس آخر. موقفي ونضالي لن يغيرهما شخص مهما كان صاحب سطوة ونفوذ. لن استجدي احدا، ولن اتوجه لاحد، وافوض امري الى الله، انه نعم المولى ونعم النصير