تستمر الممارسات الإجرامية بالنبش والحفر مع جرأة ووقاحة الكيان الصهيوني على ارتكاب تجارب نووية في النقب والبحر الميت ، حيث تقوم بدون رقيب أو حسيب بالتجارب الحرة على طول خط النقب والبحر الميت ولا من يحاسب أو يسأل أو يحقق في اتجاهات تلك التفجيرات ومضاعفاتها تحت نظر العالم !! وحتى الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتحت لم تخط خطوة واحدة في سبيل التحقق من كيفية استخدام تلك المناطق للتفجيرات النووية المحدودة والموجهة أو خطورة مضاعفاتها على الأراضي المحتلة والشعب الفلسطيني والقدس والمسجد الأقصى المستهدف !!!
وعلينا القول للتذكير والتوضيح لكل من يراوده خاطر أو هاجس الضحك على عقول المحذرين بأنهم من طابور نظرية المؤامرة التالفة نسبياً ، أن إسرائيل كانت قد تحكمت بإجراء التجارب النووية على سطح الأرض وفي باطنها مع الفرنسيين حينما حدثت تفجيرات نووية في الصحراء الجزائرية التي وقعت بالاشتراك مع فرنسا في منطقة إينيكر في جبل تاوريرت بين سنوات 1960- 1965... وكان قد تم تفجير 15 تفجيرا نوويا منها فاقت طاقاتها مائة وعشرين كيلو طن وهذا يساوي ستة أضعاف قنبلة هيروشيما ((لجأ الكيان الصهيوني إلى فرنسا لعقد اتفاق إقامة مفاعل عسكري متخصص في إنتاج مادة البلوتونيوم الذي يستعمل في صناعة القنابل النووية .
و قد نفذت هذا المشروع شركة سانت جوبيان الفرنسية التي تملك الحكومة الفرنسية حصة متحكمة من أسهمها تبلغ 66 بالمائة ( وللعلم فإن هذه الشركة تمت إدانتها بالمشروع النووي العراقي السلمي في مفاعل تموز، لكنها لم تتهم ولم تتم إدانتها في المشروع النووي العسكري في ديمونة ) وكذلك قامت إسرائيل بتكرار تجاربها التفجيرية تحت البحر مع جنوب إفريقيا في الستينيات ( ، ثم تطور الأمر بإسرائيل لإجراء عدد من التجارب النووية الباطنية المحدودة والمدروسة والمنخفضة الطاقات في صحراء النقب ولعدة مرات ، وكانت إسرائيل تعلن في كل تفجير بأن المنطقة تعرضت لهزات أرضية خفيفة ناتجة عن زلازل محدودة وقعت جنوب البحر الميت وفي صحراء النقب ،!
ولم يتصد لتكذيب تلك الافتراءات الإسرائيلية بأن هزات أرضية أصابت المنطقة ، ولم يتصد لمعرفة وكشف أسباب تلك الهزات الأرضية سوى خبراء العراق النوويين ، وصرح بعض الخبراء النوويين العراقيين أنهم اكتشفوا وسجلوا وقدروا طاقات تلك التفجيرات النووية الإسرائيلية ، وأن الهزات تلك كانت ناتجة عن تفجيرات نووية .
ولا غرابة ولا استغراب من جرائم اغتيال العلماء العراقيين حتى بلغ عدد الأرواح العالمة التي اغتالتها أمريكا في أرض العراق وخارجه اكثر من خمسة آلاف عالم ( منهم علماء وخبراء نوويون لم نعد نعثر عليهم إلا في القبور !
لا غرابة ولا استغراب في هذه الأيام المتسارعة بالهوان ، وتحت نير غياب الرقيب وغياب العالم النووي العربي الذي راح في عمليات اغتيال وقتل وسفك دماء في جسده ، أن تتجرأ وتستعجل إسرائيل عمليات التفجير الأرضي دون خوف أو حذر ، لا من وكالة طاقة دولية ولا من رقيب نووي عربي .
وكذلك فإن الكيان الصهيوني يطلق البخار المشبع بالإشعاعات النووية في الجو , حيث تحمل الرياح السائرة هذه الغازات عبر الحدود الأردنية , و التي تبعد 40 كلم عن مفاعل ديمونة . و يتم إطلاق هذا البخار في الجو بعد أن تتأكد مصلحة الأرصاد الجوية الصهيونية أن الرياح تهب في اتجاه الأراضي الأردنية . و هذا الأمر يكشف حقيقة ارتفاع نسبة السرطانات في منطقة الجنوب ومنها غور الصافي الأردنية المواجهة لمنطقة ديمونة.