من اخطر ما اتابع هو القلق العام .. وكما يبدو فان القلق العام منسوبه يرتفع ويكاد ان ينفجر لحدود دون تنبه لعواقب ذلك .
تاكل لرهانات التماسك العام، وغياب لمشروع انقاذ واصلاح، وهذا ما يحتاجه الاردن للخروج من ازمات متفاعلة ومتفاقمة .
و الحوار في البلد جاف، وكما يبدو انه يتوارى عن الاعين والكاميرات، وينحصر في هوامش بعيدة وغير مؤثرة .
البلد منهكة باسئلة كثيرة، والناس تئن في السؤال بالالحاح عن اليومي من لقمة عيش وحياة كريمة وابسط الحاجات البيولوجية من اكل وشرب وهواء نقي لاستمرار الحياة .
ثمة فراغ مطبق، و الفراغ يتحرك يبتلع كل ما حوله، والفراغ للاسف يملأ بفوضى الاسئلة والانطباعات العامة، وانتاج فائض من القلق العام .
ليس ثمة قرارات جديدة قادرة على انتاج حلول في الملف الاقتصادي والمعيشي والاجتماعي والسياسي .. توالي لارتفاع اسعار السلع والمواد الاستهلاكية وفواتير الطاقة والمحروقات والخدمات العامة، وتوالي يقصم ظهر البعير، وقسوته لا تطارد الا الطبقة الفقيرة والغلابة وفقراء القطاع الحكومي .
و ليس من شك ان ثمة طبقة في الاردن لا تحس ولا تشعر بويلات الاسعار وقسوة العيش وضنك المسؤولية، وتدنى الخيارات المعيشية امام شريحة واسعة وممتدة من الاردنيين، سواء فقراء كورونا او ما قبل كورونا .
واخطر ما ينتج القلق العام ان المواطن العام يدرك خطورة اللحظة ومدى شعوره بعدم الامان الاني . ويمتد القلق بالسؤال عن الوضع العام للبلاد، والى ان تغدو بنا القافلة، والى اين يسير هذا الركب بالاردنيين ؟
الاردني تحدى الصبر، ودفع كل الفواتير لكورونا وغيرها من توابع وملاحق ازمات داخلية واقليمية دفع الاردن ثمنها وكلفتها . وصبر الاردنيون لاقصى الحدود.
الفاتورة وكلفتها لاي ازمة، لماذا لا توزع بعدالة ؟ الشعور بالغبن والظلم الاجتماعي خطير وحاد، ومقلق .. وكما يبدو انه كلمة السر والشفيرة في نمنمات ووشوت وهمسات الاردنيين .
و قد بات من الضروري ان يرتفع السؤال عن الظلم الاجتماعي على الطاولة، لا يبقى حبيسا ورهينا للكلام الخلفي والجانبي، وان يترجم لصرخات والالام اجتماعية .
البلد لا تحتمل مزيدا من التململ، وكما يبدو فان التململ يتدحرج ككرة الثلج، ويصيب التململ كل حديث عام، وكل حديث عن شان عام .. ويسبب تصدعا في علاقة الدولة مع المجتمع والافراد .