منذ قيام إسرائيل وربما قبل ذلك وحتى الآن كانت عيون القادة الإسرائيليين السابقين والحاليين على قناة السويس هذا الممر الاستراتيجي بين الشرق والغرب والذي هو تحت السيادة المصرية منذ قيامها الثورة المصرية وحتى الآن، وقد خاضت اسرائيل جميع حروبها العسكرية والسياسية والاستخبارية لاضعاف الدور الكبير لهذه القناة، فقد كان العدوان الثلاثي البريطاني الفرنسي الاسرائيلي هدفه الاستيلاء على هذه القناة، وكذلك حرب 1967 وغيرها من الحروب المعلنة وغير المعلنة..
مع ان الرئيس الراحل أنور السادات وصف حرب 1973 بأنها آخر الحروب العربية مع اسرائيل لكن ها هي اسرائيل تقوم كل يوم بشن حروب عديدة أخرى على مصر والعرب... حقاً انها لا تضم دبابات وطائرات ومدفعية وإنما حروب أخرى اقتصادية وتجسسية وإعلامية.. وغيرها.
وضمن هذا السياق جاء في الأنباء: أن رئيس الحكومة الإسرائيلية (بنيامين نتيناهو) أعلن مؤخراً الإنتهاء من إنشاء الطريق البري (350 كيلومتراً) بين ميناءي إيلات على البحر الأحمر ومدينة أسدود على البحر الأبيض المتوسط وبتمويل أمريكي.. (الحياة 12 -2 -2012).
وفي الأنباء أيضاً: أعلن نتيناهو نفسه مؤخراً عن خطة جديدة للحكومة الإسرائيلية لبناء سكة حديد بين إيلات وأسدود وبمحاذاة الطريق البري الإسرائيلي أيضاً.
الهدف الإسرائيلي للمشروعين مُعلن على الملأ حيث سيكونان بديلين لقناة السويس التي تدعم الاقتصاد المصري بأكثر من 6 مليارات دولار سنوياً إضافة الى أهداف إسرائيلية أخرى منها تعزيز المكانة الاقتصادية ورفع حجم الموازنة العامة من خلال عقد سلسلة اتفاقات بين دول آسيوية وأوروبية تضاعف في النهاية الميزان التجاري الإسرائيلي..
هدف آخر تريده الحكومة الإسرائيلية من ربط مينائي إيلات على البحر الأحمر وأسدود على البحر المتوسط يتمثل بربط سكة الحديد هذه والطريق البري بمنابع الغاز الطبيعي المكتشفة مقابل السواحل الفلسطينية المحتلة إضافة الى ربط (اسرائيل) بمصالح وثيقة في مجال الطاقة والاقتصاد والصناعة خاصة وأن العقد المقبل سيشهد صعود دول عظمى جديدة مما يحتم على اسرائيل ضمان مصالحها الحية وتقدر الحكومة الإسرائيلية مكاسبها من هذين المشروعين بأنه سيزيد عن ثلاثة مليارات دولار سنوياً إضافة الى رفع مكانة اسرائيل وإضعاف مكانة مصر الإستراتيجية.
ويجري التساؤل: من أين تأتي الحكومة الإسرائيلية بالأموال لتنفيذ مشروع سكة الحديد هذه.. وتجيب الحكومة الإسرائيلية على السؤال: بأن نتنياهو نفسه شكل فريقاً لهذه الغاية يسعى الى تحقيق عدة أهداف منها: عقد اتفاقات بين الحكومة الإسرائيلية وحكومات دول أخرى لها مصالح اقتصادية واستراتيجية في المشروع أو مشاركة القطاع الخاص الإسرائيلي فيه أو رصد الأموال اللازمة للمشروع من موازنة الدولة وقد توصل وزير المواصلات الإسرائيلي (يسرائيل كاتس) الى إتفاق مع الصين بالشراكة في هذا المشروع والذي سينجز خلال السنوات الأربع القادمة على الأكثر.
وهنا نتساءل: هل تدري الجامعة العربية بهذا المشروع الإسرائيلي والمشروع الذي سبقه وكما يبدو وحتى كتابة هذه السطور لم تعلن (غضبتها هذه بعد) فهي في هذه المرحلة لها اهتمامات أخرى مختلفة ولا داعي للدخول في التفاصيل المضحكة..!! أما الحكومة المصرية فكما يبدو لا تعلم به أيضاً أو أنها اهملته.. كما أن مجلس الشعب المصري.. لم يناقش المشروعين حتى كتابة هذه السطور..عظم الله أجركم..!