علينا ان نتابع بهلوانيات نتنياهو، وأزمته في فرض اولوياته الداخلية على الولايات المتحدة وأوروبا والمنطقة، دون ان يتوقف عند نقطة ما.. مهما كانت جزئية!
في لجنة الخارجية والأمن - الكنيست، قال كلاما يوم الاربعاء لم يستطع حتى نواب حزبه متابعته: فالرجل يعلن انه «قد يفصل» اسرائيل في إجراء أحادي عن الفلسطينيين ودون اتفاق مسبق. وهو كلام قريب من الكلام الذي برر به آرييل شارون قراره بالانسحاب من غزة (وجنوب لبنان)!!.
اول الأمر ابدى نتنياهو «انزعاجه» من «سرعة اعتراف واشنطن «بحكومة المصالحة الفلسطينية. وحين صححه السفير الاميركي في تل ابيب، بقوله ان واشنطن تعترف بدول.. وهي حددت موقفها من الحكومة الفلسطينية «بالتعامل معها» و»بالاستمرار في دعم خططها الانمائية»، وتمنى على نتنياهو ان يتابع التعامل معها في يوميات العمل المعتادة!. ثم جاءت الصدمة الثانية من وزارة الخارجية الاميركية التي رفضت قرار توسيع المستوطنات ووصلت الى أبعد من الكليشيه الاميركية بأن الاستيطان «لا يساعد» عملية السلام الى التساؤل عن «شرعيتها»!!. وهي الموقف الذي تقدمه اوروبا ببيانها الحاد ليس عن الاعتراف بحكومة المصالحة فقط.. بل بتسمية الاستيطان بالتسمية القانونية.. غير شرعي!
ونعود الى الكلام غير الواضح تماما لنتنياهو في لجنة الخارجية والأمن، فالفصل بين اسرائيل والفلسطينيين قائم عمليا بالجدار العنصري الذي صنفته محكمة العدل الدولية باللاشرعي. وقائم سياسيا بوقف المفاوضات مع السلطة او مع منظمة التحرير:-فهل يريد نتنياهو الانسحاب فعلا من الضفة او بعض الضفة كما انسحب شارون من غزة (وجنوب لبنان)؟؟ والى أي حد سينسحب؟؟ وهل ستكون حدود الانسحاب الى خطوط 4 حزيران 1967؟!
من المؤكد ان الاجراء الاسرائيلي من طرف واحد لا يحمل أي شكل من اشكال ازالة الاحتلال. فلا يوجد في غزة الآن جندي اسرائيلي واحد. وتمت ازالة المستوطنات منها. ولكن احتلال غزة ما يزال قائما بعزلها عن جوارها المصري، وباغلاق بحر غزة، ومطارها، وبسد الطرق التي نصت عليها اتفاقات اوسلو من غزة الى الضفة.
وعمليا انسحبت اسرائيل من جنوب لبنان، لكنها سلمته مفرغا من السلاح، وبوجود قوات الأمم المتحدة المبرمجة بالمادة السابعة من الميثاق وباجماع مجلس الأمن. فهي لم تسلمه للسيادة اللبنانية.. وطبعا لم تسلمه الى حزب الله المقاوم.. المنزوع السلاح حتى الليطاني!
نتنياهو لا يحتج على قبول واشنطن وأوروبا بحكومة المصالحة الفلسطينية، وانما على سرعة القبول. فهل كان نتنياهو ينتظر وضع شروط على الفلسطينيين؟! والجواب يأتي من يعلون وزير الدفاع في حكومة نتنياهو: كان على محمود عباس نزع سلاح حماس لو انه كان معنيا بالسلام!!.
هذا الاسبوع والاسبوع الذي يليه، يجب ان تضع الصحافة أمام الرأي العام العربي تطورات الموقف الصهيوني.. وردود فعل الفلسطينيين عليها ففلسطين رغم كل الكوارث التي تحيط بها هي الزاوية في البناء العربي القومي!