أخر الأخبار
الأردن يهنئ السيسي ويتجاهل انتخاب الأسد
الأردن يهنئ السيسي ويتجاهل انتخاب الأسد

عمان - الكاشف نيوز : في الوقت، الذي لوحظ فيه أن الحكومة الأردنية لم تصدر حتى اليوم أي تصريح حول نتائج الانتخابات الرئاسية السورية، التي جرت الأسبوع الماضي، فان جلالة الملك عبدالله الثاني هنأ الرئيس المصري المنتخب عبد الفتاح السيسي، بفوزه في انتخابات رئاسة الجمهورية، مساء ذات اليوم، الذي أعلنت فيه نتائجها الثلاثاء الماضي.
وفيما يشير دبلوماسيون الى ان “العادة جرت بأن الدول لا تعلق على انتخابات الدول الأخرى”، إلا إذا كان لديها رسالة معينة، تريد ايصالها، ومن الواضح أنها في حالة مصر، “كانت رسالة مقصودة” حول دعم الرئيس السيسي.
ويوضح هؤلاء، لـ”الكاشف”، أنه “سواء كانت الدولة مرحبة، او غير مرحبة، بنتائج انتخابات معينة، فانها غير معنية بالتعليق، الذي لا يعد ضرورة، وفقا للأعراف الدولية في هذا الصدد”، الا ان التصريحات “المرحبة” تكون نابعة من موقف سياسي، وكذلك هو الحال بالنسبة لتجاهل التعليق على انتخابات أخرى.
وفي رده على سؤال لـ”الكاشف” حول عدم صدور اي موقف من نتائج انتخابات سورية الرئاسية، التي فاز فيها الرئيس بشار الأسد الأربعاء الماضي، اكتفى مصدر مسؤول بالقول “الدول ليست مضطرة للتعليق على نتائج الانتخابات في الدول الأخرى”.
اما بالنسبة للنائب طارق خوري، فكان موقفه حادا حول هذا الأمر، واعتبر ان المباركة للسيسي “تتلاءم مع مواقف دول الخليج واميركا، وهذه الدول لم تكن سعيدة بقرار الشعب السوري، برفضه للجماعات الارهابية، والتصويت لبشار الأسد” بحسب وصفه.
واضاف، انه يعتبر ان “السياسة الخارجية الأردنية مسلوبة القرار”.
وفي رأي مخالف لخوري، اعتبر السفير الأردني الأسبق فالح الطويل أن الأردن “لا يأخذ الانتخابات السورية بمحمل الجد”.
وبرر الطويل ذلك بقوله “هذه انتخابات جرت، بينما تلقى البراميل على احياء سكنية، ويقتل الناس في الشوارع، فما المقصود بهذه الانتخابات، غير المنطقية وغير الأخلاقية”، ورأى انه “اذا كان الرئيس السوري يريد ان يكون رئيسا للمقاتلين، فهذا أمر آخر، ولكن ليس رئيسا للشعب السوري” بحسب رأيه.
اما في حالة مصر، فبالنسبة للطويل، “فان 23 مليون نسمة انتخبوا رئيسهم، وهذه الأرقام تعادل كل الأصوات التي حصل عليها (الرئيس الأسبق المعزول محمد) مرسي و(المرشح السابق للانتخابات الرئاسية السابق أحمد) شفيق”، كما ان الوضع في مصر “يختلف، لذا فاننا نهنئها على انتخاباتها، ونتمنى عودة الوضع الى طبيعته قريبا، بينما في سورية هذه ليست انتخابات” على حد قوله.
وفي هذا الشأن، يرى مراقبون ان موقف الأردن السياسي “واضح”، بخصوص الأحداث في مصر منذ 30 يونيو، ولا يبدو ان الأردن يريد الحديث او التعليق على نجاح الرئيس بشار الأسد في الانتخابات السورية.
من ناحية اخرى، وفيما كان رئيس الوزراء عبدالله النسور اكد بعد حادثة اعتبار السفير السوري بهجت سليمان غير مرغوب به في عمان، ان “لا قطع للعلاقات السورية الأردنية”، فان السؤال المطروح الآن، “هو كيف سيتعامل الأردن مع نتائج الانتخابات السورية، وهل سيقر بشرعيتها”؟.
اضافة الى سؤال آخر، يتداوله مراقبون، وهو “كيف ستتعامل المملكة مع الانقسام الدولي تجاه الانتخابات السورية؟، وهل ستعترف بها رغم ان هذا الانقسام الدولي موجود في الحالتين المصرية والسورية”؟.
وفيما اذا كان الأردن ينوي تسمية سفير جديد له لدمشق، بعد تقاعد السفير السابق عمر العمد، قبل اشهر قليلة، اكدت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية صباح الرافعي لـ”الكاشف” امس، انه “لا يوجد جديد” بهذا الخصوص، ورفضت اعطاء المزيد من التفاصيل.
اما عن استقبال سفير سوري جديد لدى الأردن، بدلا من سليمان، الذي غادر عمان الشهر الماضي، قالت الرافعي، ان “سورية تستطيع تسمية سفير جديد لدى الأردن”، وأن ‘الأردن سيتعامل مع هذا الأمر حسب الأعراف الدبلوماسية المتبعة في هذا الشأن”.
الا ان مراقبين يرون ان الوضع الأمني في سورية “لا يسمح” بارسال سفير الى دمشق، خاصة بعد حادثة اختطاف السفير فواز العيطان في ليبيا، ووجود جماعات مسلحة، مشابهة لتلك التي في ليبيا، لذا فـ”من الممكن ان يستخدم الأردن هذه الحجة لعدم ارسال سفير”.
وفيما امتدح نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد مؤخرا الجيش الأردني، فـ”يبدو وكأن النظام السوري يحاول فتح صفحة جديدة مع الأردن، خاصة ان هناك شعورا بوجود هم مشترك، وهو مواجهة الحركات المتطرفة، التي يحارب النظام بعضها، والتي ينظر الأردن لها كتهديد أمني”، بحسب محلل سياسي.
ويرى هذا المحلل، الذي طلب عدم نشر اسمه، انه “ربما لا اعتراف علني لأردني بنتيجة الانتخابات السورية، نظرا لحساسية الموقف، وتحالف الأردن مع دول تعد عدوة للنظام السوري”.
“لكن قد يكون هناك اعتراف ضمني بالأمر الواقع في سورية، وبأن النظام موجود، بما يترجم تعاونا عسكريا أمنيا في المرحلة القادمة”، فالأردن اعلن، على لسان مسؤولين رفيعي المستوى قبل أيام، انه “ضد أي هجوم على سورية، من الجبهة الجنوبية السورية (الحدود الشمالية للمملكة)”، وأن “ليس من مصلحة الأردن أن تشهد معارك شديدة على جانبها من الحدود، بل ان من مصلحتها ان يسيطر الجيش على هذا الأمر”، بحسب ذات المحلل.