أخر الأخبار
رسائل ملكية في يوم «ذوي الاعاقة»
رسائل ملكية في يوم «ذوي الاعاقة»

فئة هامة وجزء أساسي في مسيرة التنمية، لكن يبقى القول ناقصا بشأنها، فما يزال هناك حاجة لمزيد من العمل والجهد حتى يكتمل حضور الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع، وليكونوا أكثر قوّة ليس فقط في ميادين العمل، إنما أيضا فيما يتوفّر لهم من خدمات وتسهيلات تجعل من حياتهم أسهل، ومن عطائهم أقوى.

في لقاء جلالة الملك عبدالله الثاني بسمو الأمير مرعد بن رعد، رئيس المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وعدد من أعضاء المجلس، بالتزامن مع اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، وضعت محددات هامة جدا لأهمية هذه الفئة في مجتمعنا، وأنها تكمّله كحال كافة فئات المجتمع، اضافة لإشارات جلالة الملك الواضحة بضرورة منحها مزيدا من الإمكانيات لتعزيز حضورها في العملية التنموية ومسيرة التحديث الوطنية.

وفي قراءة دقيقة لما أكده جلالة الملك خلال هذا اللقاء، يمكن أن نرى بوضوح أن ذوي الاعاقة في وطننا ما يزالوا بحاجة لمزيد من الدعم حتى يتمكنوا من القيام بدورهم، وربما في هذا الجانب أتحدث عن كافة الفئات العمرية لهذه الفئة الهامة في مجتمعنا، بدءا من المدرسة وانتهاء بالجامعات وسوق العمل، فهل يتوفر لها بيئة حاضنة حقيقية تجعلها تعيش كفرد عادي بالمجتمع؟، ربما الإجابة لن تكون رياحها كما تشتهي سفن الكثيرين، إذ ما تزال هذه الفئة بحاجة الى الكثير من الدعم وتوفير سبل تناسب احتياجاتهم تحديدا في المدرسة والجامعة أو في بعض المدارس والجامعات حتى نحسم القول بأنها فئة نالت، أو تنال حقوقها كاملة.

جلالة الملك خلال لقائه سمو رئيس المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وعددا من الأعضاء، أكد على «أهمية دور المجلس في رسم السياسات واقتراح التشريعات المتعلقة بحماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، فضلا عن تمكينهم اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، بالمشاركة مع الجهات المعنية، مشددا على ضرورة معالجة التحديات التي تواجههم بالتعاون مع الحكومة»، في حديث جلالته رسائل غاية في الأهمية، على المعنيين التقاطها بشكل عملي، وتنفيذها، وذلك في اشارة جلالته لوجود تحديات تواجهها، وضرورة العمل على علاجها بالتعاون مع الحكومة، ففي ذلك توجيه بوجود قصور في جوانب معينة يجب علاجها.

للخروج من نمطية الاحتفال باليوم العالمي بيوم الاعاقة يجب أن يكون هناك قرارات واضحة وتطبيق عملي لتوجيهات جلالة الملك وايلاء هذه الفئة حقها كاملا لتتمكن أن تكون جزءا حقيقيا في مسيرة الوطن، جلالة الملك لفت «إلى ضرورة العمل على تعزيز مشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة في عملية التنمية ومسيرة التطوير والتحديث»، فضلا عن تأكيد جلالته» دعمه الكامل لهم»، ايضا توجّه ملكي واضح بأن هناك ضرورة للعمل على تعزيز مشاركتهم في التنمية، وفي ذلك جانب غاية في الأهمية يجب الأخذ به، فلا بد من الاهتمام بذوي الإعاقة، ومنحهم فرص العمل وتمكينهم لتحقيق ذلك.

ويبدو واضحا أن هناك مجالات يجب التنبّه لضرروتها في تعامل الجميع مع الأشخاص ذوي الاعاقة، والجانب الاحتفالي بيومهم يجب أن يبتعد عن رفع شعارات بعيدا عن مخرجات عملية تخدم فئة ذوي الاعاقة وتمنحهم كما أكد جلالة الملك تعزيزا لحضورهم وعملهم ومشاركتهم في مسيرة التنمية.

بدا واضحا في لقاء جلالة الملك أن ملف ذوي الاعاقة بحاجة لعمل من نوع آخر، تشارك به جميع الجهات ذات العلاقة رسمية وشعبية، وتجعل لفئة ذوي الاعاقة اهتماما يجعل من من حضورها بفعالية أكثر، وتعزيز مشاركتهم بالتنمية، وحتما في قول جلالته «دعمه الكامل لهم» حسم بأن جلالته سيقف مع كافة الجهود التي تمنحهم الحضور الذي يليق بهم والذي يمنحهم فرصا حقيقية للعمل.

في تأكيدات جلالة الملك على أهمية دور المجلس الاعلى في رسم السياسات لفئة ذوي الاعاقة، حالة من الاهتمام الملكي تجعل من هذه الفئة أولوية في كافة السياسات التنموية القادمة وهدفا تنمويا يجب الأخذ به على محمل التطبيق.