لم تستطع جامعة ييل العريقة ولا العلوم المعرفية في الذكاء الاصطناعي الحديثة او حتى علماء اللغات وعلماء فك الشيفرات، من حل لغز مخطوطة فوينتش التي تم اكتشافها في القرن الخامس عشر، وهي المخطوطة التي كانت اقتنتها الملكة إليزابيث الاولى وتم تسميتها باسم من اقتناها وليس العالم كيلي الذى يتوقع ان يكون قد كتبها، فالكتاب الذي صنعت صفحاته من جلود الحيوانات يتكون من 240 صفحهة يحوى رسومات 113 نوعا من النباتات التي لا تنتمي لكوكب الارض، اضافة الى رسومات اخرى تصور المجرة الكونية تتشكل حسب زاوية النظرة مع تحريك الصفحة من الكتاب وهذا ما يجعلها تشكل حالة من الاعجاز في التشكيل كما في حرف البيان المستخدم.
المخطوطة التي تتكون من ستة فصول منها للاعشاب واخرى للفلك وفصل للعلوم واخر للعلوم الكونية وفصل للادوية والفصل الاخير منها للوصفات، وهي مخطوطة ما زالت تحير العلماء نتيجة محتواها العميق بالشكل كما بدلاله التفسير، لكن الكل يجمع على انها كتبت من وحي عالم المستقبل الذى يستطيع العودة اليه كاتبها وبقي فى عصر عالمه لحين وفاته، وهذا ما يقود العلماء لسؤال استنتاجي يقوم على كيفية الدخول الى ما وراء الكون واكتشاف اسراره في ظل حالة التقدم المتسارعة في مجالات تحويل الحركة الوجاهية الى حركة افتراضية سيبرانية تستخدم آليات هيلوغرافك في الحركة الضوئيهة.
مخطوطة فوينتش قد لا يتم فك اسرار معرفتها وقد لا يتم تحديد اللغة المستخدمة في كتابتها ان كانت عبرية او عربية، لكنها ستقود علماء الذكاء الاصطناعي من تحقيق ابداعات نوعيه في مجالات عديدة والعالم تتداخل فيه الوجاهية بالافتراضية. ان فك اسرار الماضي هو عامل اساس فى بناء علوم معرفية عديدة وفي تسليط الضوء على اماكن فيها من الاسرار المعرفية ما يجعل الانظار عليها تكون مشدودة، كيف لا وهي تجسد في معالمها حالة من الاعجاز المشاهد وليس فقط المصور او المكتوب، وعلى راس ذلك تأتي البترا حيث المكانة بصورة دلالة.
البترا التي تستحق من اهلها البدء بحل لغز وجودها المرتبط كونها مرتبطة ارتباطا مباشرا بعناوين حضارة حكمت الدنيا بزمن عصر الملوك في عهد داوود وسليمان ثم زكريا ويحيي، لكن هذه الحضارة انقطعت لكنها ما زالت موصولة بالغازها المصورة ودلالة ثقافتها المميزة بحروف تمت قراءتها من زوايا سطحية اخذت بالمضمون ولم تفسر المغزى لاسيما وانها تتحدث عن حضارة عريقة قامت على دولة امتدت من مكاور الى البترا وارتبطت بنهر كبريتي ظاهر وباطن كان ينقل عبره المخزون الغذائى من مادبا الى الخزنة حيث بيت الخزين في الغذاء والمياه والذهب والنحاس والطاقة القمرية المضيئة، فان حل لغز البترا سيجعلها تشكل عنوانا معرفيا كما تجسد معلما حضاريا لاسيما وان البترا تحتوي على البنية التحية اللازمة لتحقيق علامة تميز معرفية، كما شكلت معلما اعجازىا للعالم اجمع.
ان العمل على ادخال الهيلوغرافيك السيبرانية لتكون في سماء البترا ضمن صور تعبيرية ترسم المشهد التاريخي، سيقود الى تكون نموذج يروي قصة مجد تليد للاردن ولهذه الامة، وهذا ما يجب على القائمين على البترا من تنفيذه بصورة تصور العلاقة بين تاريخ البترا ومكانتها بطريقة هيلوغرافك والعمل على ادخال البترا وصورها ورموزها في جامعة ييل حيث بيت الاهتمام المعرفي والعلمي وليس فقط الانساني او الحضاري، فالبترا وعلومها التي تحوي اسرار سيدنا سليمان وعلومه الخارقة لا تقل اهمية عن مخطوطة فوينتس التي يدور حولها الاهتمام في مؤتمر معرفي يعقد لهذه الغاية، اليس كذلك؟.