أحبطت روسيا مخططا أميركيا إسرائيليا لتفجير كازاخستان على الطريقة الأفغانية، كما حصل في العراق وسوريا وليبيا واليمن، مستفيدة من تجربة تدخلها المتأخر في سوريا، فاستجابت سريعاً لطلب الرئيس الكازاخي قاسم جومارت توكاييف، ونقلت قوات تدخل سريع تحت غطاء «منظمة الأمن والتعاون» التي تشكلت عام 2002 بعد الغزو الأميركي لأفغانستان، وتضم ستة دول كانوا أعضاء سابقين بالمجموعة السوفيتية وهي إضافة إلى روسيا وكازاخستان: روسيا البيضاء، أرمينيا، طاجيكستان وقرغيزستان، نقلت قواتهم لتحقيق غرضين أولاً حماية منشآت الدولة الكازاخية، وثانياً إسناد القوات الكازاخية لمواجهة غزو وتدخل الفصائل الجهادية المسلحة.
تمتد حدود كازاخستان مع الصين إلى مسافة 1460 كيلومترا، ومع روسيا 6467 كيلومترا، بمساحة تتجاوز 2.5 مليون كيلومتر مربع، غنية بالمعادن من النفط والغاز والمنغنيز والحديد والكروم والفحم، وهي أكبر منتج لليورانيوم في العالم، ولذلك تشكل رافعة منتجة ثرية لاحتياجات الصين وروسيا من المعادن، وبعدد سكان لا يصل إلى 20 مليون نسمة، مع أنها تاسع أكبر دولة مساحة في العالم، ولديها قاعدة بايكونور الفضائية التي لا تزال أهم وأكبر منصة إطلاق صواريخ الفضاء في العالم.
تشكل كازاخستان، مركز اهتمام دولي، كموقع استراتيجي وسط آسيا، تؤثر على أمن الصين وروسيا، البلدين المنافسين للولايات المتحدة التي نقلت مركز اهتمامها من المنطقة العربية لتركيزها شرق ووسط آسيا، وهذا الانتقال الأميركي هو الذي دفع واشنطن للانسحاب المفاجئ من أفغانستان وتسليمها إلى طالبان بهدف خلق بؤرة توتر واحتكاك وصدام مع الصين شرقاً وإيران غرباً، وطاجكستان وأوزبكستان وتركمانستان شمالاً، بهدف إشعال منطقة آسيا الوسطى، واستنزاف الصين وروسيا وإيران، مع ضمانات عدم التعرض للمصالح الأميركية من قبل طالبان وأدواتها.
مخطط التفجير في كازاخستان تم على مرحلتين:
الأولى عبر احتجاجات شعبية انفجرت يوم 2/1/2022 قادتها مؤسسات المجتمع المدني الممولة من الغرب، حركتها دوافع غياب الديمقراطية والتعددية وزيادة أسعار الوقود والسلع الأساسية والظروف الاقتصادية الصعبة.
المرحلة الثانية نقل فصائل جهادية مسلحة تنتمي للإسلام السياسي وللقاعدة وداعش، مزودة بخبرات قتالية راكمتها من خلال مشاركتها بالعمل الجهادي في أفغانستان وسورية والعراق، ممولة من دولة نفطية، وتخطيط أميركي إسرائيلي أوروبي.
التدخل الروسي السريع يوم الخميس 6/1/2022 مع بلدان منظمة الأمن والتعاون، أحبط مشروع جعل كازاخستان بؤرة التوتر والاستنزاف الثانية بعد أفغانستان، وخلق جبهة خلفية حدودية تستنزف خصوم الولايات المتحدة، وتدفعها إلى عدم الاستقرار في منطقة وسط آسيا، كما حصل ونجحوا في منطقتنا العربية، وبلد ناقل للثورة الجهادية ومصدر لها، بعد فشلها في سوريا والعراق وليبيا واليمن، ولكنها نجحت في تدمير هذه البلدان، وإضعاف باقي البلدان العربية في استنزاف مواردها المالية وقدراتها، لمصلحة المستعمرة الإسرائيلية وهيمنتها.
فشل مؤامرة كازاخستان، هل تدفع واشنطن وتل أبيب وأوروبا والممولين لوقف مخططاتهم أم ينتقلوا للبرمجة في بلدان أخرى؟؟ ومن هي؟؟.