لقد اصبحت ظاهرة تفشي المخدرات بأنواعها من اخطر القضايا التي تهدد المجتمعات والامن والاستقرار المجتمعي والاسري وهناك في المجتمع من يحمل رسالة التوعية والهدايا والارشاد والتوجيه ، لتنير الطريق امام هؤلاء للاستقامة عن الوقوع بهذا المستنقع المؤلم والمؤذي لهدايتهم من التوهان ، قال تعالى ( ومن أحسن قولاً ممن دعا الى الله وعمل صالحاً وقال انني من المسلمين ) .
وحيث ان ادمان المخدرات من أخطر المشكلات التي يتعرض لها الفرد والمجتمعات ، فهي لا تمس مدمن المخدرات فقط ، بل تمتد اثارها لتلحق اضراراً اجتماعية واقتصادية ، تؤثر على بنية المجتمع ومقدراته الحالية والمستقبلية ، والتوعية والتوجيه يشمل كافة الميادين الاسرية والمجتمعية فكرياً ونفسياً .
وهو يهدد القيم والمعتقدات والاخلاق حتى الروابط الاجتماعية ، ويؤدي الى التفكك الاسري وجنوح الاحداث ويهدد صحة افراد المجتمع ، وزيادة انواع الجريمة التي باتت تأخذ اشكالاً وابعاداً جديدة ، بسبب قوة تأثير انواع من المخدرات المهربة والمصنعة محلياً وغيرها ، حتى بات يقيد كثيراً من الشباب والمتعاطين التعامل من الاخرين بالتفاعل مع المواقف الايجابية والوطنية .
فلقد اصبح جسم غريب عن مجتمعه بين التعاطي والترويج لها ، بقصد الاذى والتجارة ولقد اثبتت الدراسات انه مهما حاولت الحكومات والجهات المعنية علاج هذه الظاهرة الخطيرة ، فلن تكون محاولاتها مجدية بالقدر الذي يقضي على هذه الظاهرة .
فلا بد من دور اجتماعي ديني وبحثى خبراء وموجهين ودعاة ومعلمين وأسرياً وغيره لعمل الوقاية والتوجيه الصحي ، حيث ان التثقيف يعزز دافعية الذين انسحبوا من الادمان في الاستمرار والتكييف لعدم التعاطي ، بل يصبحوا موجهين وناصحين لغيرهم .
ويعزز من الصلابة النفسية خاصة عند المراهقين ليصبحوا اكثر جرأة ومقدرة ، على رفض التعاطي او تجريب اي نوع من انواع المخدرات ، وكل ذلك يمارسه الاعداء المختلفين ضد الوطن ، خاصة استهدافهم للشباب لاضعافهم وانحرافهم لتصبح التجارة الرئيسية لهم .
ولقد اصبح التعاطي يصنف من الجرائم لخطورتها وزيادة انتشارها من مجتمع لآخر ، وتسبب نوعاً من انواع الاسقاط الامني المجتمعي ، خاصة في الظروف الاستثنائية التي يمر فيها الوطن من ارتفاع نسبة البطالة والفقر ، حتى اصبح هناك انواع للادمان الفكري عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، يشكل مزيداً من المخاطر على الشباب .
فلقد اصبحت ظاهرة مركبة اجتماعياً وامنياً وفكرياً ، ومع جائحة كورونا واثارها النفسية والاقتصادية ، فلقد دفع ذلك العديد للانحراف والادمان على المخدرات بكافة انواعها .
فلا بد من وضع استراتيجية وطنية للتوعية والتوجيه والارشاد ، لمواجهة هذا الخطر المتفشي في المجتمعات المحلية والمجتمعات للدول المجاورة ، والتي تنتقل هذه الظاهرة وفق طرق متعددة من مجتمع لآخر ، بواسطة مروجي وتجار هذه الظاهرة الخطيرة