من الواضح ان التسريب المتعمد لحالة الغضب التى انتابت رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الدكتور صائب عريقات خلال لقائه في الدوحة بخالد مشعل والدكتور عزمي بشارة القصد منه ايذاء الرجل بمصداقيته او احراجه امام عباس ، فالكلام الغاضب الذي تحدث به عريقات يصب في صالح موقف حماس وطريقة تفكير بشارة والموقف القطري بصورة عامة تجاه الموضوع الفلسطيني ، وبغض النظر عن اسباب تسريب مشعل او بشارة للحديث الغاضب لعريقات يبقى السؤال المهم لماذا هذا الغضب الان ؟ ، وهل نفض عريقات يديه من سياسية عباس التفاوضية واستمرار السلطة رهينة لدى اسرائيل من خلال ما يسمى بالتنسيق الامني ؟ وهل يعتقد عريقات الذي سبق له ان غضب وقدم استقالته ان ابو مازن لا يريد التصادم مع اسرائيل باي صورة من الصور لحماية نفسه ومصالحه ومصالح ابنائه ؟
يعتقد عريقات ووفقا للشريط المسرب ان عباس وبجرة قلم يستطيع تحويل نتنياهو الى مجرم حرب ملاحق في كل عواصم العالم ومطاراته.
وانتقد عريقات بغضب رفض عباس الانضمام إلى معاهدة روما ومحكمة الجنايات الدولية ومحكمة العدل العليا والتي من خلال هذه الاتفاقيات تستطيع السلطة الفلسطينية والتي أصبحت دولة باعتراف الأمم المتحدة تستطيع محاكمة قادة الاحتلال الإسرائيلي على أنهم مجرمو حرب.
وقال عريقات: «لو تم هذا الأمر فإن نتنياهو لن يتمكن من السفر الى أي مكان في العالم بصفته مجرم حرب».
وأشار عريقات إلى أنه طلب تصويتاً على موقفه وعلى موقف أبو مازن فيما يبدو خلال اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وجاءت النتيجة 13 صوتا لصالحه و 4 لعباس، مع ذلك أصر عباس على موقفه الرافض للتوقيع على الانضمام لهذه المنظمات او الهيئات.
وذكر عريقات أنه قال بغضب لأبي مازن «نتنياهو لم يبق لك سلطة وأنك يا أبو مازن تحتاج الى اذن من مقدم في الجيش الإسرائيلي في بيت ايل ليسمح لك بالسفر الى الأردن وليحدد عدد السيارات المرافقة». وبنبرة غضب قال صائب «أنهم – أي الإسرائيليين – يتعمدون اذلال عباس».
اما راي عريقات بنتنياهو فهو امر يستحق التوقف عنده حيث يقول ووفقا للشريط المسرب ما نصه :
بس ما في فايدة نتنياهو ما في منه فايدة... ” نتنياهو مش معطي شيء ، نتنياهو مش معطيهم شيء…حكى أنه القدس عاصمة لإسرائيل، والخليل موجودة عندهم..فهذا زلمة بده يسوي سلام معنا؟؟!!”
صائب طالب عباس بالتخلي عن السلطة ، فحسب صائب «السلطة ما ولدت الا لنقل الشعب الفلسطيني من الاحتلال إلى الاستقلال، واليوم نتنياهو «ما خلا لك لا سلطة ولا ولاية فليستلم مسؤولياته كسلطة احتلال».
اعترافات كبير المفاوضين الفلسطينيين في الكشف عن حقيقة قناعته برئيسه وقناعته بنتنياهو تجعلنا نتساءل معه لماذا لا يوقع عباس على الانضمام لمعاهدة روما والمحكمة الجنائية الدولية و محكمة العدل الدولية ؟ من اجل محاسبة تنتياهو وقادة الجيش الاسرائيلي كسلطة احتلال وكمجرمي حرب خاصة ان السلطة الفلسطينية ولدى خوضها معركتها الدبلوماسية الكبرى من اجل نيل عضو دولة مراقب بالامم المتحدة بررت وغطت ذلك من اجل استخدام حقها هذا للدخول في الهيئات والمنظمات الدولية وفي مقدمتها « الجنائية الدولية « لمحاكمة اسرائيل وقادتها السياسيين والعسكريين كمجرمي حرب ؟
من ماذا يخاف رجل شارف على بلوغ الثمانين عاما ؟ هكذا تساءل عريقات ونحن نتساءل معه ؟؟
من ماذا يخاف ؟؟