واحدة من أهم الأهداف التي عملت بعض الدول والجهات على تحقيقها منذ إحتلال العراق وما حمله من تحالف أمريكي إيراني بحق الدولة العربية العراقية العمل على شيطنة السنة العرب وربطهم بالإرهاب والتطرف والفكر التكفيري، وكان التعميم والربط بين تنظيمات التطرف والجغرافيا والسكان في مناطق السنة العرب.
ومما خدم هذا الجهد المنظم ما قدمته تنظيمات التشدد من أعمال وفكر كانت مصدر أذى وسوء على السنة العرب ودولهم وشعوبهم حتى قبل ما حدث في تفجيرات مركز التجارة العالمي وما تبعها من أحداث في أفغانستان ثم العراق.
تنظيمات التشدد قدمت أرضية خدمت الأطراف التي عملت على رسم صورة للعرب السنة وتحديداً في العراق على أنهم عنوان للإرهاب والتطرف وساحة لتصدير هذا التطرف واحتضانه، وكان الخلط المنظم بين مواقف رافضة للإحتلال والتطرف، وخلط آخر منظم بين مواقف لدى العرب السنة في رفض تحويل العراق إلى ساحة نفوذ إيرانية وبين التطرف، وحتى المطالبات الخدمية والبحث عن اﻻنصاف كان يتم إدخاله في رواية الإرهاب والتطرف، وحتى الجغرافيا العربية السنية في العراق تحولت في الأذهان إلى أوكار للتطرف، وهذا نتيجة عمل منهجي لشيطنة السنة وأعتبارهم أسماً مرادفاً لتنظيمات التشدد.
صحيح أن بعض تنظيمات التطرف كانت تعمل هناك كما كانت تعمل في دول عربية سنية عديدة، حيث كان التكفير والتفجيرات وقتل الأبرياء لكن العيون السياسية والإعلامية كانت مغلقة عن تطرف من مذاهب أخرى فعل الكثير لكن لم يتم الحديث عما فعل، ولم يتم العمل على بناء استنتاج بأن هذا المذهب متطرف كما كان العمل في اﻻتجاه الآخر.
كان الإنصاف أن يتم نبذ كل الإرهاب ومحاربة كل التطرف، لكن الجهد كان منظماً لإيجاد علاقة عضوية بين العرب السنة في العراق والتطرف، وهذا ما نقرأه حتى في الأحداث الأخيرة، وما سبقها من أحداث خلال الأعوام الأخيرة..
ولعل المتابعين يعلمون ما كان يصدر من معلومات عن احتضان إيران لبعض تنظيمات التشدد من حيث التدريب واﻻحتضان وربما التوجيه، ومعادلة الأزمة السورية الحالية تؤكد اﻻرتباط العضوي هذا.
الإرهاب والتطرف مرفوضان لكن الجهد المنظم للربط العضوي بين العرب السنة والتطرف ليس أمراً بريئاً، وهو مطلوب لأهداف عديدة منها تبرير ما يفعله الآخر الذي ينطلق من فكر اقصائي ويستخدم أدوات صارخة في العنف والتطهير.
مرةً أخرى ليس هنالك تطرف مقبول لكن العمل الجاد الذي نشهده منذ سنوات في بعض الدول وعلى رأسها العراق لرسم صورة نمطية بأن الإرهاب يعني السنة العرب ليس بريئاً وجزء من أهدافه التغطية على إرهاب وتطرف آخر وتحقيق أهداف سياسية عديدة منها تعزيز نفوذ دول والعبث بالمنطقة ومفاصلها.