أخر الأخبار
عملية الاختطاف: من يجرؤ، من المسؤول؟!
عملية الاختطاف: من يجرؤ، من المسؤول؟!

اذا صحت الاخبار ان اختفاء الاسرائيليين الثلاث هي عملية اختطاف فان هناك ثلاث اسباب تكمن خلف تلك العملية ، واذا لم تصح الاخبار وكانت مجرد حدث عارض فان ذات الاسباب التي كان من المفترض ان تكون خلفها ستدفع الفلسطينيين لتنفيذ عمليات خطف لاسرائيليين ، هذه الاسباب هي:

اولا : اغلاق اسرائيل الباب نهائيا امام اي فرصة للافراج عن الاسرى عبر القانون الذي يجري تشريعه بمنع اطلاق اسرى في صفقات او العفو منهم ، هذا القانون الذي يستبيح دم اكثر من الف اسير فلسطيني محكومين احكاما عالية ويجعل الموت في السجن فقط هو المصير المحتوم لم يترك اي بصيص امل للفلسطينيين في الافراج عن اسراهم ، هذا القانون هو تغيير للاحكام من المؤبد الى الاعدام ولكن اعدام ببطئ زيادة في التعذيب والالم ، هذا القانون سيجعل من خطف اسرائيليين فرصة وحيدة واخيرة لاطلاق سراح الاسرى وانقاذهم من موت محقق ، ان قيادة بلهاء فقط هي من يقدم على تشريع قانون كهذا لان دم الف اسير واكثر يستثير القوة الكامنة ، الجنون الكامن ، الكرامة الكامنه ، والجرأة الكامنة لدى الفلسطينيين.

 

ثانيا : الطريقه التي تعاملت بها اسرائيل مع الدفعه الرابعه من الاسرى الذين كان من المفترض الافراج عنهم باتفاق السلطة واسرائيل وبواسطة امريكيه ، بضع وثلاثون اسيرا امضو اكثر من نصف عمرهم في الاسر وتتراجع اسرائيل عن اطلاق سراحهم رغم الاتفاق المسبق ، وايضا تريد اسرائيل ابتزاز القيادة السياسية الفلسطينية بكل شيئ مقابل اطلاق سراحهم ، تريد اتفاق اطار يشكل وثيقة استسلام باثر رجعي ، تريد موافقة على دولة يهودية لنفي الفلسطينين من التاريخ والجغرافيا والمستقبل ، وتريد الاستيطان ، سياسة اسرائيلية اشعرت كل فلسطيني بالعجز والذل والهوان ، سياسة جعلت من خطف اسرائيليين وارغام القيادة الاسرائيلية على احترامنا مطلبا جماهيريا ، سياسه اوصلت كل فلسطيني لحقيقة " ما بنفع مع اسرائيل الا القوة " ، سياسة اضعفت اي صوت فلسطيني يعارض الخطف ، سياسه جعلت من الحكمة والعقل والاعتدال وصمة عار امام معاناة اسرى قامو بما قامو به قبل اتفاقيات السلام مع اسرائيل ، ومن يجرؤ من الفلسطينيين بادانة محاولة خطف جنود ؟!!! من يجرؤ وهو يرى معاناة مئات الاسرى المضربين عن الطعام ويراهم يسيرون باتجاه الموت البطيئ ، من يجرؤ امام مواقف حكومة نتنياهو من الحقوق الفلسطينية ؟!!! من يجرؤ امام سياسة القتل بدم بارد في رام الله ؟!!! 

ثالثا : الممارسات الاسرائيلية ضد الاسرى وخاصة في موضوع معالجة الاضرابات عن الطعام ، اسرائيل لا تلتفت لمعاناة اسرى اضربو مئات الايام ولا تلتفت لمطالبهم العادلة ، تنكل بالاسرى وتذلهم ، تعتقل بدون محاكمة وتعيد اعتقال من افرج عنهم في صفقات سايقة وتعطل احيانا افراح من انهو محكومياتهم ، وتجدد الاعتقال الاداري دون اي مسئولية ، سياسة كهذه جعلت الفلسطينيين يلعنون السلام والمفاوضات والاحترام المتبادل ، جعلت الفلسطينيين مجروحين في كرامتهم ، فاقدين للامل ، غير واثقين باي شيئ ولا من اي شيئ ، سياسة اذلال وامتهان لانسانية الفلسطينيين ، سياسة كهذه جعلت من خطف اسرائيليين مخرجا وحيدا. 

مسألة اخيرة وهي ان اسرائيل تضع المقدمات التي تقود لهذه النتائج وللهروب من مسئوليتها تلقي المسئولية في حضن السلطة الفلسطينية والرئيس ابو مازن . 

اسرائيل دفعت الفلسطينيين وبالقوة لهذا التوجه ، ولم تترك لهم خيارا اخر ، اغلقت الابواب ولم تترك اي بصيص امل ، سياسه اسرائيلية مجنونة ستجعل الاختطاف ملاذا لا مفر منه لاطلاق سراح الاسرى ، اسرائيل حولت الاحباط واليأس الفلسطيني الى نزعه انتحارية او استشهادية - لا يهم الاسم - 

هذا هو رأس جبل الجليد الذي يبدو لنا ولكن الاعظم من هذا الجبل لم نراه بعد

ليس مهما ان نشجب او نؤيد هذا الخيار وليس مهما اذا نجح في تحرير اسرى او لم ينجح ، المهم انه الخيار الاخير فظهر الفلسطينيين في الحائط ، هكذا اوصلتهم السياسة الاسرائيلية . لم يقرأ الاسرائيليين جيدا السيكلوجيا الفلسطينية بشكل صحيح ، الاحباط واليأس الفلسطيني لن يقود للاستسلام ، سيقود لنوع من الانتصار للكرامة ولو بشكل مجنون ، ولو بشكل انتحاري ، ولو بشكل دموي ، ولو بشكل هستيري ،

الاسرى قضية من لحم ودم قادت الى الاختطاف ، ماذا سيقود اليأس من ياقي القضايا ؟!!!! القدس والاستيطان والاذلال ؟!!!! الاجابة مرعبه اكثر مما يمكن تخيله وكتابته والذي بحاجه اكثر لمعرفة الاجابة همالاسرائيليين انفسهم ، ولن اكلف نفسي عناء البحث ، ليبحثو بانفسهم عسى ان يجدو اجابه.