أخر الأخبار
منخفض جوي وطني
منخفض جوي وطني

الارصاد الجوية تقول في اخبارها .. ان منخفضا قطبيا سوف يؤثر على المملكة اعتبارا من مساء الاربعاء ، وتوقع هطول ثلوج على مرتفعات فوق800 متر .
ما وراء اي منخفض جوي اتابع بقلق نسبة الامطار والهطول المطري ، ومقارنتها بالاعوام السابقة ، ومعدل ملء السدود الاردنية الفارغة ، وحديث الاردنيين العطش والظما في مواسم جفاف سياسية واقتصادية وطبيعية ، ومناخية .
منخفضان جويان حققا منسوبا جيدا من الهطول المطري . وقد وصل لاكثر من 200 ملم ، ولربما ان هذه الارقام ليست المثالية والمامولة . ولكنها حتما تبعث الامل على ان الموسم المطري لهذا العام سيكون ان شاء الله بخير .
في المنخفض الماضي اصيب الناس بهلع واخبار الطقس وهواة الارصاد الجوية نثروا اخبارا غير دقيقة عن المنخفض الجوي وعمق تاثيره واحتمال تساقط الثلوج ، وحالة طوارئ اعلنت عن منخفض جوي اقل من عادي .
في متابعة اخبار الطقس لاعرف ما هي مرجعية الحكومة في اعلان حالة الطوارئ الجوية ؟ فهل معقول ان الحكومة تصغي الى نشرات هواة الارصاد الجوية ، وان صناع القرار يغذون قرارتهم بخصوص اعلان حالة الطوارئ وغرف العمليات وعطل المدارس والجامعات والوزارات والدوائر الحكومية ؟
يطمع الاردنيون لمزيد ومزيد من امطار الخير والثلوج .. ويطعمون الى فرج من السماء يفك كربة الظما والعطش ، ومحنة المياه .. ويدعو الاردنيون في سرهم وعلنهم السماء بان تكف عنهم في خيرها مياه اسرائيل ، ويناجون السماء بان ترزق بلادنا بالخير وتملا سدودنا بمياه الامطار ، ووجه الكريم لا يرد دعاء ومناجاة الصادقين .
وبقدر ما نسال في المنخفض الجوي عن التيار الكهربائي وخدمات الاغاثة والعون والمساعدة لفرق الدفاع المدني والبلديات وامانة عمان ، ومعالجة اثار العواصف الثلجية ، فالمواطن ايضا مسؤول في مراعاة التزام في التحذيرات والتنبيهات والارشادات في الاحوال الجوية الاستثنائية .
و المشكل ايضا من ليس من هواة الارصاد الجوية والعابثين في مصالح واوقات البلاد والعباد . وانما ايضا من جماعة البكبمات والدفع الرباعي والتشحيط والتخميس ، وهولاء مهنتهم في الثلوج الازعاج واقلاق المجال العام ، وايقاع حوداث سير مقصودة ، والعبث بسلامة وامان المواطنين .
من وحي المنخفض الراحل امسك بالمطالبة بوضع عقوبات رادعة بحق جماعة «بكمات الدفع الرباعي» ، وهؤلاء من يعكرون علينا صفو وبهجة الاحتفال في نعمة الثلج وزائر الخير الابيض .
المطر والثلج هذا العام مغايران ومختلفان .. وكل قطرة مطر تهطل على ثرى الاردن وزنها من ذهب وصوتها له خرير الانهار والسواقي ، وايقاع لدرم، وايحاء وانبعاث رومانسي في مقاومة عوالم القحط واليباب .
يحتفل بالمطر من يدرك ماذا يعني ان تعيش في بلاد من يباب وعطش ، وبلد يستورد ويستقرض مياه شربه من الاجانب . وكل منخفض جوي وانتم بالف خير وسلام وعافية .