أخر الأخبار
«الإخوان «..بين الاحتضار والإعمار
«الإخوان «..بين الاحتضار والإعمار

حزب جبهة العمل الإسلامي الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين أعلن مقاطعته الانتخابات البلدية، معللا قراره بسياسة الاقصاء الرسمي والمعيقات أمام مرشحيه وهندسة نتائج الانتخابات مسبقا، وهذا يضع الجماعة ما بين الاحتضار وإعادة الاعمار خاصة أننا مقبلون على مرحلة جديدة سيكون للاحزاب دورها في تشكيل الحكومات وولوج عصر الانفتاح والديمقراطية.
مرحلة الاحتضار بدأت عند الجماعة بمقاطعتهم الانتخابات النيابية 1997م،ظنا منهم إمكانية تعطيل المسار الديمقراطي، ثم مقاطعة انتخابات البلديات في 2000م و2007م،ومحاولاتهم الهيمنة على المجالس البلدية، واللافت أن مشاركات تمت بصورة فردية لبعض القوى الإسلامية المحسوبة عليهم في البلديات والبرلمان، وقد شاركت ونجحت لكن على الطرف الآخر ظل الاحتضار السياسي يمثل عنوان المرحلة للعمل الإسلامي منذ 1997م،وحتى اليوم،باستثناءات محدودة،وكل محاولاتهم تعطيل أو تجميد المسارات الانتخابية سواءا للبلديات أو البرلمان فشلت، وكان الاستثناء الوحيد عندهم هو المشاركة في انتخابات النقابات وغيرها على مستوى اتحادات الطلبة في الجامعات وغيرها.
الاعمار السياسي بمفهومه الواسع يمثل بدايات جديدة تلوح في مسارات الإصلاح السياسي المرتبطة بالتعديلات الدستورية الأخيرة والتي أكد عليها صانع القرار بإرادة سياسية داعيا الشباب والمرأة إلى المشاركة، ولا نكشف سرا عندما نقول أن هناك عدة شخصيات وطنية تتلاقى يوميا لبحث تأسيس أحزاب وطنية،بامتداد الجغرافيا،وأن صورة حاضرة باتت اليوم في الأجواء تنقلنا إلى صورة مماثلة للمشهد السياسي عندنا في خمسينات القرن الماضي عندما كانت الأحزاب والقوى السياسية تتداول سلميا على السلطة (تشكيل الحكومة)، وقيادة العمل البرلماني.
اليوم..العمل الإسلامي أمام مرحلة جديدة اما أن يكون مقاطعا لأجواء التفاؤل،وبالتالي في خندق الاتهامات ولغة التشكيك و..إلخ، بما يعني أنه اختار طريق الاحتضار السياسي لنفسه،وهو يتحمل مسؤولية قراراته،كون الطرف المتشدد ما زال مسيطرا المشهد الداخلي، والصورة لا تؤهله أن يكون في فسطاط المعارضة الإيجابية، بل في فسطاط المعارضة السلبية، وإذا إختار طريق المشاركات في الانتخابات البلدية والبرلمانية ،وقبل بنتائج الصندوق فإنه يضع نفسه في فسطاط الوطن،وتدريجيا سوف يكون للتيار المعتدل بداخله صورة إيجابية ليس على المستوى الرسمي فحسب بل وعلى المستوى الشعبي، وهذا يؤهله لأن يكون في موقع القيادة بإعادة الاعمار في مراحل سياسية تحتاجها الدولة والنظام والشعب،وهذا يفتح الطريق أمام نجاح تجربة استئناف الحياة السياسية بركنها الأهم المتمثل في قبول الحكومات الحزبية ومشاركة الشباب والمرأة، بما يعني دخولنا التاريخ في التجديد للدولة والنظام السياسي وخروجنا من الجغرافيا التي نراوح مكاننا بها اليوم.