أخر الأخبار
جسر عبدون ما بين الانتحار والازدحام
جسر عبدون ما بين الانتحار والازدحام
بالامس البعيد كان الازدحام المروري سيد الموقف وما زال، حيث تعج الطرق بالمركبات التي اصبح عددها يزيدعن مليون مركبة ، وكلما جاءت سنة ولد من رحمها مركبات اكثر مما كان عليه في الماضية مما جعل الازدحام المروري يٌشكل نوع من الارق للقائمين على العملية المرورية برمتها ،ويعزى ذلك لوجود اغراءات من مصارف عدة تمول شراء المركبات للافراد، فضلاً عن المٌنافسة الاجتماعية بين الافراد، وجراء الازدحام جاءت افكار عدة من أجل لجم هذا الازدحام المروري ، وكان من بينها ان يتم بناء جسر يوصل الشمال بالجنوب ، وبشكل معماري ليكون حلاً لتلك الازمة ، ومنارة مرورية يٌشهد لها بالحل ، جاذبة فكان جسر عبدون مٌتميزاً بفنون معمارية فريدة .
وفي المٌقابل وبالرغم من مٌساهمة الجسر في حل جزء من الازدحام المروري ، الا انه أصبح يٌشكل مٌعضلة كبيرة للدولة ، فاخذ البعض يجده ملجأ للخلاص من الحياة ، وذلك بالانتحار من خلال الالقاء بنفسه من اعلى الجسر ، ليصل جثة هامدة ، وبهذا ينهي حياته جراء بعض المشاكل، او المٌعيقات التي كانت تقف في حياته ، واصبح الانتحار يخلف أرقاما مٌرتفعة من الضحايا؛ إذ يلقى ما يزيد على (800) ألف شخص حتفه كل عام، جراء الانتحار الذي يحتل المرتبة الثانية بين أهم أسباب الوفاة بين الشباب، في الفئة العمرية بين (15-29) سنة، على مستوى العالم، وهناك مؤشرات على أنه مقابل كل شخص بالغ مات منتحراً كان هناك ما يزيد على (20) شخصاً آخرين حاولوا الانتحار، الا انهم فشلوا في ذلك ، وان كل 40 ثانية يقوم شخص بانهاء حياته منتحراً .
وأن مراجعة بسيطة لمعرفة اسباب الانتحار وما هو الدافع وراء ذلك ، فاننا نجد ان البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل هي التي تتحمل معظم العبئ الناجم عن عمليات الانتحار على الصعيد العالمي، ويقع ما يقدر بـ (75%) من جميع حالات الانتحار في هذه البلدان، وينتشر الانتحار ، وبشكل كبير بين الفئات التي تٌعاني من التهميش والتمييز في المٌجتمع، ناهيك عن الفساد، وتزايد البطالة بين الشباب لتغول كثير من المٌتنفذين على المناصب وتوريثها لابنائهم ، فضلا عن عدم الموازنة بين الرواتب بين العاملين في كثير من المواقع سواء كانت اهلية او حكومية ، والأثر الواقع على الأسر والأصدقاء والمٌجتمعات جراء هذا السلوك سيكون أثراً مدمراً، وبعيد المدى، حتى وإن مر وقت طويل على انتحار أشخاص أعزاء عليهم ، وقد يمتد هذا السلوك إلى اقرانهم اوقاربهم او ابنائهم ، مما يجعل السلوك الذي يتمتع به هولاء الافراد سلوك سلبي وغير ايجابي، سيتحول فيما بعدالى سلوك عدواني ، غير أبهين بما يقومون به ، لان لديهم تفكير في إنهاء حياتهم بطريقة انتحارية ، وسينال من المٌجتمع وابناءه ويقوض الامن .