أخر الأخبار
خطر ضياع الحلم الصهيوني
خطر ضياع الحلم الصهيوني
رئيس جهاز الموساد السابق مئير داغان وفي تعليقه على حادثة اختراق طائرة حسان المسيّرة قلب إسرائيل، يقول: إن خطر ضياع الحلم الصهيوني يزداد، وأن سياساتنا في التعاطي مع جوارنا تجرفنا إلى المواجهات الدائمة وإلى حروب مفتوحة، والنهايات ستكون وبالا على بقائتا في هذه الأرض.
الحلم الصهيوني يراه قريب المنال، وخطر تبدده في ازدياد، فالجهود التي جرى فيها تطويع دول وأنظمة لتتحالف معنا كما يزعم، نراه يتبدد بغزو طائرة مسيّرة لاجوائنا، والقصة كما يراها في تقليص الفجوة التقنية مع العدو (يقصد حزب الله)،وداغان ليس وحده من يتنبأ بضياع الحلم الصهيوني بل ساسة وجنرالات كثر يؤشرون هذه الأيام أن العلو للصهيونية بلغ ذروته وأن الهبوط سيكون مدويا، وبوادره كما يرّون في امتلاك الأعداء التكنولوجيا والارادة في المواجهة، وأن كل الترقيعات في إقامة العلاقات مع البعيد دون سلام شامل مع الفلسطينين لا ينفعنا ولا يحمينا ولا يؤمن مستقبلنا على هذه الأرض.
الحلم الصهيوني تحقق في جوانب مهمة، منها إقامة كيان سياسي بالقوة العسكرية، ومواصلة تعذيب أصحاب الأرض وتهجيرهم قسرا، وأن الابادة الجماعية لأحلام غيرنا تجبرنا على إختبار قوانا كل يوم، وأن عدونا يتقدم ونحن توقفنا، والفجوة تقترب من نهاياتها، ففي بدايات التأسيس لم يجرؤ أحد على ضرب عاصمتنا تل أبيب (تل الربيع)،أما اليوم فكل مدننا تحت نيران الأعداء ولا نجرؤ على الحرب، كما أن المسيّرات فقأت عين القبة الحديدية، ويوما ما سوف يزحفون علينا من كل حدب وصوب ولا نملك التفوق الذي يحمينا، كما أن معنويات جنودنا في انهيار، والجيل الرابع في الدولة يعيش على وقع الإضراب والحروب وأسماء مثل حماس والجهاد وحزب الله مرعبة لجنرالاتنا وسياسينا وحتى أطفالنا، والكل لديه جنسية أجنبية يحتفظ بها لحظة الشعور بأن لحظة الحقيقة بانت وأن الضياع أوالشتات الثالث قد اقترب، فالهروب هو الحل وليس أي شيء آخر.
إسرائيل بقوتها العسكرية نفذت حلم قادتها الصهاينة، وبفقدانها القوة سوف تنهار أمام أعين قادتها الصهاينة الذين مارسوا الإرهاب بكل اشكاله والوانه على أرض فلسطين، فقد هجّروا الآمنين من بيوتهم، وهدموا المنازل فوق ساكنيها، ومارسوا أسوأ حقبة في تهجير الناس من احيائهم، وفعلوا كل ما استطاعوا ضد أصحاب الأرض، وهم الآن يدركون أن الآخر يتقدم خطوات وأنه تدريجيا يمتلك مقومات الصمود والمواجهة،وحالما تتحقق له القوة التقنية فإن مخاوف داغان في نهاية الحلم الصهيونية سوف يراها واقعة، والتاريخ كما رواه لنا أن فلسطين لا تقبل بغير أصحابها سكانا لها، وأنها منذ الأزل تتكلم اللغة العربية ولا تقبل بتبديلها إلى لغة عبرية،والمسيّرات وتقنيات العلم الحديث باتت متاحة للجميع، وكما تأسست إسرائيل بالقوة سوف تزول بالقوة وليس بأي شيء آخر ،كما ينبئنا التاريخ اليهودي قبل غيره.