القدس - الكاشف نيوز : بعد صمته أكثر من أسبوع على ما يحدث لأبناء شعبنا في الضفة الغربية المحتلة، وتأكيدة على استمرار التنسيق الأمني مع الاحتلال، عقب اختطاف المستوطنين الثلاثة، خرج رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ليطالب رئيس حكومة تل أبيب بنيامين نتنياهو، بالتنديد بقتل قوات الاحتلال للفلسطينيين خلال العملية العسكرية الواسعة التي تنفذها في الضفة، حسبما ذكرت صحفية «هآرتس» العبرية.
عباس أدلي بتصريحات للصحفية العبرية أمس السبت، قال فيها: «لقد قلت إن عملية الاختطاف هي جريمة، لكن هل هذا يبرر قتل فتية فلسطينيين بدم بارد؟ ماذا سيقول نتنياهو عن مقتلهم؟ وهل سيندد هو أيضا بذلك؟ وانظروا ماذا يحدث في الأيام الأخيرة في الضفة الغربية كلها. العنف وهدم البيوت. هل هذا مبرَر؟».
ووفقًا للصحيفة فإن عباس أدلي بهذة التصريحات بمناسبة تنظيم مؤتمر إسرائيل للسلام، في 8 تموز المقبل، وقال: «على نتنياهو أن يرى كيف يتصرف جنوده تجاه الفلسطينيين.
عباس الذي أمر الأجهزة الأمنية الفلسطينية بالتعاون مع الاحتلال في البحث عن المستوطنين، أكد للصحيفة أن الشعب الفلسطيني محبط بسبب كيفية التعامل معه، مضيفًا: «وكأن الإسرائيليين بشر والفلسطينيين ليسوا كذلك.. ونحن لا نريد الإرهاب ولا نريد الحرب.. إننا نريد السلام».
وقالت الصحيفة إن عباس تحدث بغضب حول تبعات العملية العسكرية التي يشنها جيش الاحتلال في الضفة الغربية على المواطنين الفلسطينيين، وخاصة تصريحات ضباط ومسؤولين أمنيين إسرائيليين بأنه سيتم تشويش حياة الفلسطينيين في شهر رمضان. وحذر من نتائج ذلك، قائلا إن "من يريد معاقبة المواطنين خلال شهر رمضان ومن يقتل المواطنين خلال رمضان لا يريد السلام.
وفي رده على سؤال حول مصير حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية التي تشكلت على أثر المصالحة بين حركتي فتح وحماس، قال عباس إنه ليس لدي أية معلومات مؤكدة بأن حماس تقف وراء عملية الاختطاف.
وأضاف: "هل توجد لدى نتنياهو معلومات كهذه؟ ولا أعتزم معاقبة أحد بسبب شبهات أو لأن نتنياهو يدعي شيئا ما. وعندما يكون لدى نتنياهو معلومات فليطلعني عليها وستعالج الموضوع وفقا لقوانيننا".
وتابع عباس، ملمحا إلى أنه في حال اتضح أن لحماس علاقة بالعملية، إنه "عندما تتضح الصورة سنقرر كيف سنعمل. وسينبع موقفنا من المصلحة الفلسطينية وسيتأثر من شكل علاقاتنا مع إسرائيل". ويذكر أن نتنياهو يطالب عباس بإلغاء اتفاق المصالحة مع حماس.
وأشار عباس، وفقا للصحيفة، إلى أنه إلى جانب تصريحاته ضد عملية اختطاف المستوطنين الثلاثة، فإن أجهزة الأمن الفلسطينية تعمل بالتنسيق مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، وأن هذا التنسيق تواصل في الأيام الأخيرة، التي تنفذ فيها قوات الاحتلال عملياتها الواسعة في الضفة الغربية.
وقال عباس إن أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية أحبطت منذ بداية العام 2013 الماضي ما لا يقل عن 43 محاولة خطف واستهداف إسرائيليين، وأن قوات الأمن هذه تنقذ إسرائيليين يدخلون إلى المدن الفلسطينية وتعيدهم سالمين إلى إسرائيل.
وأضاف عباس "أنا لا أريد أن أتذرع، لكن الاختطاف حدث في المنطقة ’أ’ التي تسيطر عليها إسرائيل. كما أن الإسرائيليين أبلغونا بأمرها فقط بعد 12 ساعة من وقوعها. وبعد ذلك مباشرة بدأت أجهزتنا الأمنية بالبحث عن الخاطفين".
وعقب مكتب نتنياهو على المقابلة بأن "أقوال أبو مازن ستكون ذات معنى حقيقي عندما يفكك الحلف مع المنظمة الإرهابية حماس المسؤولة عن خطف الفتية الثلاثة وتدعو إلى القضاء على إسرائيل".