أخر الأخبار
أهمية «لقاءات العقبة»..في هذا التوقيت
أهمية «لقاءات العقبة»..في هذا التوقيت
لقاءات قمة مهمّة للغاية وتبعث برسائل في غاية الاهمية في هذا التوقيت للاقليم والعالم اللذين يشهدان متغيرات متسارعة وعلى أكثر من صعيد، فالعقبة استضافت قمة لقادة : الاردن برئاسة جلالة الملك عبد الله الثاني ،ومصر..فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي ،والعراق ..دولة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي،والامارات العربية المتحدة ..سموالشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبحضور سعودي ممثلا بسمو الامير تركي بن محمد بن فهد بن عبدالعزيز، وزير الدولة.
جلالة الملك عبد الله الثاني استضاف في العقبة أيضا المشاركون في مبادرة «اجتماعات العقبة» هذا العام وفي هذا التوقيت بالتأكيد ايضا مختلفة تماما عن الاجتماعات السابقة والتي كان لكل منها اهمية خاصة مختلفة عن الاخرى خصوصا ان هذه المبادرة التي أطلقها جلالة الملك عبد الله الثاني في عام 2015، هدفها تعزيزالتعاون والتنسيق وتبادل الخبرات والمعلومات بين مختلف الأطراف الإقليمية والدولية لمحاربة الإرهاب، ضمن نهج شمولي، يتضمن الأبعاد العسكرية والأمنية والفكرية.
لذلك فان لقاءات واجتماعات العقبة هذه المرة مختلفة وتمتاز بما يلي:
1 - انضمام دولة الامارات الى اجتماعات «محورالشام الجديد « ربما يشير الى امكانية التوسع في هذا «المحور» أو «التكتل «، اضافة الى مؤشر حضور المملكة العربية السعودية وامكانية التنسيق المشترك بين دول هذا التكتل الذي بات يتوسع اكثر.
2 - «محورالشام الجديد» - كما أطلق عليه رئيس الوزراء العراقي - ذو ابعاد سياسية واقتصادية.. ولقاءات واجتماعات العقبة تشير الى التوسع ايضا بالتنسيق الامني.. فاذا كانت اجتماعات « المبادرة «عنوانها الرئيس التعاون في مكافحة الارهاب بكافة صوره ، فان لقاء القادة يوم أمس بالتأكيد سيكون أمن الاقليم والمنطقة في ظل المتغيرات والمستجدات.
3 - لا يمكن أن نقرأ لقاءات واجتماعات العقبة يوم أمس وأمس الاول بمعزل عن : لقاء الرئيس المصري وولي عهد أبو ظبي ورئيس الوزراء الاسرائيلي منذ أيام في مصر- وزيارة الرئيس السوري الى الامارات منذ أيام قليلة ايضا.
4 - ولا يمكن قراءة المشهد بعيدا حتى عن القمم الثلاث المنعقدة في بروكسل لحلف شمال الاطلسي « الناتو « والاتحاد الاوروبي ومجموعة السبع ،لبحث تداعيات الازمة الاوكرانية.
5 - هناك مستجدات وتطورات تنتظرالمنطقة والاقليم وفي مقدمتها قرب التوصل لاتفاق حول الملف النووي الايراني ،وعلى دول المنطقة ان تستعد لهذه المرحلة أمنيا واقتصاديا وسياسيا.
6 - هناك تطورات أمنية تشهدها المنطقة تتطلب تنسيقا بين دول المنطقة لمواجهة الاعتداءات المتكررة للحوثيين على المملكة العربية السعودية ودولة الامارات وتهديد الامن والاستقرار وامن الطاقة العالمي.
7 - هناك قلق عربي حول تطورات الوضع داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة ولا بد من توقف الاعتداءات والاستفزازات الاسرائيلية خصوصا ونحن مقبلون على شهر رمضان المبارك.
8 - هناك تطورات ودعوات لعودة سوريا الى الجامعة العربية واستعادة دورها في الاقليبم.
9 - .. قمة عربية مؤجلة في الجزائر بانتظار اعادة ترتيب كثير من الملفات والاتفاق عليها قبل الجلوس على طاولة الاجتماعات العربية.
10-هناك استحقاقات داخل دول الاقليم منها على سبيل المثال لا الحصر انتخابات الرئاسة في العراق.
11 - .. ملفات كبرى زادت من أهميتها الازمة الاوكرانية وفي مقدمتها ملف «أمن الطاقة» وضرورة الاسراع بمشروع خط النفط ( البصرة - العقبة - .. وصولا الى مصر) ..والتكامل بمشاريع «الامن الغذائي» ، وهذان ملفان زادت أهميتهما وتسارعت في ظل تداعيات الحرب في اوكرانيا.
- كل هذه الملفات وغيرها تزيد من أهمية اللقاءات التي يستضيفها جلالة الملك عبد الله الثاني وبحضور سمو ولي العهد الامير الحسين بن عبد الله الثاني ،وتضع الاردن كما هو دائما في قلب الحدث .. فالاردن بقيادته ودور جلالة الملك عبد الله الثاني الموثوق في الاقليم والعالم ،والموقع الجيوسياسي للاردن كركيزة للاستقراروالسلام في الشرق الاوسط مع دور مصر بثقلها السياسي والسكاني ،اضافة لدور وثقل العراق والامارات والسعودية النفطي والاقتصادي .. هذا التكامل - المرشح للتوسع- قادرعلى مواجهة التطورات والتحديات المتوقعة بتنسيق « سياسي «مشترك ، وتكامل « اقتصادي» فاعل، يساهم بخلق فرص نمو وتشغيل واستثمارات تنعكس ايجاباعلى شعوب دول (مصر والشام والخليج )، وهذا يتطلب العمل على حفظ أمن واستقرار الاقليم من خلال مواجهة تحديات تداعيات كافة الملفات وفي مقدمتها « القضية الفلسطينية « و « الاتفاق النووي الايراني ».