أخر الأخبار
هل يتخلى الأردن عن سياسة التسامح ؟
هل يتخلى الأردن عن سياسة التسامح ؟
لا حدث مهما يبرر هذا الحراك السياسي الذي تقوده وتنخرط فيه دول، إلا إن كان هناك مبادرة وتوجه غير معلنين لدى اسرائيل وبعض الدول، ولأننا في العالم العربي لا نستسيغ او نستلطف أو نرتاح لأي تعامل مع الكيان الصهيون المحتل، الا ما يصب في مصلحة الشعب الفلسطيني واستعادته لكل حقوقه التاريخية والقانونية والإنسانية في وطنه، وهذه على الأقل قناعة الشعب الأردني والشعب الفلسطيني كذلك، فدولة كالمملكة الأردنية الهاشمية يحق لها التحدث والمناورة السياسية المتعلقة بفلسطين وقضيتها مع أية جهة، لأن المملكة تشترك مع فلسطين بمصير واحد، وتأثرت بالقضية الفلسطينية وتداعياتها أكثر من أي بلد عربي آخر، وقامت وما زالت تقوم بدور سياسي متقدم، انعكس على كل تفاصيل الحياة الأردنية، علاوة على أحقية تاريخية للقيادة الأردنية الهاشمية بالوصاية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس وفلسطين، لا سيما الوصاية على المسجد الأقصى، ولا جديد في الموقف الأردني حول هذا الدور وتلك الوصاية الهاشمية على المقدسات، مهما انهمكت العقول في صناعة مبادرات وتحركات .. فلا عمل سياسيا يمكن للفلسطينيين والاردنيين الإطمئنان له او الرضى بنتائجه، إلا إن كان من خلال وجهة النظر الأردنية المنسجمة مع اتفاقيات السلام المعروفة، وبموجب القرارات الدولية التي ضمنت حق العودة للفلسطينيين والتعويض عن خسائرهم وقبل هذا حقهم في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس التاريخية.
الأردن متسامح، ويحترم العلاقات التاريخية التي تربطه بالدول، ويتجاوز عن كثير من الأخطاء، وليس مفهوما ولا مقبولا لو عادت بعض المساعي الهادفة لمصادرة الدور الأردني، فهو ليس عفويا ولا تطوعيا، بل مبني على ضرائب سياسية واقتصادية وعسكرية كبيرة وكثيرة، دفعها الأردن من أمنه واستقراره وعلى حساب مستقبله خدمة للقضية الفلسطينية، وتأثرا بنتائجها الكارثية على الفلسطينيين وعلى الأردن بالدرجة الثانية..
إن كان العالم يتماثل لولادة نظام عالمي جديد وتطوع بعض العباقرة للقفز إلى الأمام، استباقا للأحداث، أو خدمة للنظام العالمي القائم، فلن يفعلوا أو يغيروا شيئا في النظام العالمي الجديد ولا حتى القديم، وكل التحالفات التي يراد لها أن تخرج للدنيا بولادة قيصرية مبكرة، ستكون مسخا إضافيا، للنظام أحادي القطبية، الذي ولغ في دماء الشعوب العربية واستولى على ثرواتهم ومواردهم وحقوقهم، وعاث تدميرا في دول عربية كثيرة، وأية ولادة صناعية قيصرية مبكرة لتحالفات لن تتمخض عن مولود جديد حي يرزق وتصدر عنه إشارة حيوية، بل هو في أفضل الأحوال سيكون تمثالا حجريا أو مسخا، لن يتمكن من التعايش مع عنصر كالكيان الصهيوني المجرم، الذي لا يجابهه ويقاومه سوى الشعب الفلسطيني والسياسة الأردني الحكيمة، بينما كل العالم بين داعم له او صامت عن جرائمه بحق الشعب الفلسطيني والشعوب العربية كلها.
أما التحليلات السياسية التي تتوقع رمضانا ساخنا في فلسطين ضد الكيان المحتل، فلا يوجد في الأردن شخص واحد لا يتمناه جحيما فلسطينيا عليهم، وقد اعتاد العالم على مشاهد الإجرام ضد الشعب الفلسطيني في ظل نظام القطب الواحد، وغدا الشعب الفلسطيني الذي يقاوم المحتل ارهابيا مجرما بينما الصهيوني القاتل المحتل ضحية.. فمن يريد تكريس هذا المفهوم الاجرامي ويرسخه ويدافع عنه؟!..
ليس الأردن بكل تأكيد، فلا يحاول هؤلاء تهيئة مسرح ومسرحيات من جديد لتشويه صفحات الأردن الهاشمية، فهي واضحة وضوح الشمس ولا تقبل مزايدات ومغامرات ومراهنات.