أخر الأخبار
حول نكسة أوكرانيا
حول نكسة أوكرانيا
نكسة أوكرانيا..نكسة لأوروبا وأمريكا والعالم كله، فلن تتمكن من الخروج ما بعد الحرب بوحدة أراضيها ولا استقلالها ولا سيادتها، كون المطالب الروسية قاسية،وكون العالم يتفرج كل على طريقته،وأهم ما يمكن رصده علاقة إسرائيل بيهود العالم.. ويبقى السؤال معلقا برسم الإجابة..كيف ستكون حدود أوكرانيا الجديدة وكيف سيكون شكل نظامها السياسي والامني والاقتصادي، وكيف لها أن تعيد بناء الدولة وتعيد توحيد شعبها وفق شروط الاستسلام عليها؟!.
نكسة أوكرانيا..ايقظت أوروبا بأن حارسها مرعوب ولا يمكنه صيد الفريسة،ولهذا لجأت إلى تحسين ميزانياتها للدفاع عن نفسها، والنكسة التي أصابت القارة العجوز تمثلت بالخوف من الماضي القريب، كما أن غالبية شعوبها تعاني زيادات غير طبيعية في أسعار المحروقات والمواد الاساسية والغذاء والدواء، وأن العقوبات الاقتصادية بتاثيراتها على روسيا، توازي ذات الأمر سوءا عليها.
أوكرانيا بحدودها الجغرافية قبل الحرب هُدمت مع أول صاروخ روسي، وقد قبلت عدم إستخدام القوة ضد إقليم الدونباس لاستردادهما بما يعني أنه ليس لها ولا ضمن حدودها، فالمفاوضات مع سكانهما وقادتهما عديمة الجدوى،وقبلت مناقشة وضع جزيرة القرم،ورُفض طلبها، والنكسة قبولها بالحياد بما يعني نزع سلاحها، فاعادة بناء الدولة والنظام السياسي والامني فيها بعد إنتهاء الحرب سيكون أشبه بالانتحار بين نخبها واحزابها وساستها وقادتها،فالدولة الاوكرانية موجودة بالإسم ليس إلا ؟!.
الصورايخ الروسية المجنحة والفرط صوتية نكسة مركبة لأوروبا المرعوبة من اطماع القيصر الروسي، ونكسة لأمريكا لأن يدها قصيرة وقابلة للقطع إذا تدخلت، وفي عالمنا بات الهرج والمرج يقارن بين إسرائيل واوكرانيا ليس من بوابة السياسية بل من بوابة تأثير اليهود في كلا الحالتين على أوروبا والعالم، فهناك أصوات روسية تؤشر علنا أن السبب المباشر في الحرب العالمية الثانية كان يهود ألمانيا، وأن الحرب العالمية الأولى كان ليهود أوروبا دورا مباشرا فيها لجهة تفكيك الدولة العثمانية، وأن نكسة أوكرانيا اليوم ممهورة ببصمة يهودها كون الرئيس فلودومير زيلينسكي وعشرة من وزارئه يهود، والتايد البارد من إسرائيل لها مرده الخوف على المصالح المشتركة مع روسيا في سوريا ومناطق أخرى بالشرق الأوسط.
نكسة أوكرانيا هي نكسة لإسرائيل، ففي البدايات كانت حاضرة حالة الانقسام بين يهود بولندا واوكرانيا من جهة ونظرائهم الروس، ولولا الحسم الأمني لافلتت الأمور ،وجاءت المشاغلة الفلسطينية الآن لتختبر قوة المجتمع اليهودي ذو الميول الانتهازية، وتبين بما لا يدع مجالا للشك أن نكسة أوكرانيا هي نكسة أولى لإسرائيل، وما بعدها هو الأخطر.
نكسة أوكرانيا طالت واشنطن في هيمنتها وعربدتها على العالم، فالنكسة الأمريكية في أعين التنين الصيني واضحة، لجهة تكرار التجربة ضد تايوان (الصين الوطنية)،كما أن العالم بات ينظر بعينيه إلى ضعف وانكسار وانكشاف الإدارات في ألبيت الأبيض وعدم الجرأة في مواجهة روسيا.
خلاصة القول أن نكسة أوكرانيا هي أول نكسة ليهود إسرائيل والعالم، ونكسة لأوروبا ولأمريكا وللعالم كله، فما يجري من صراخ على الساحة الدولية ومن عواء مكتوم على جرائم إبادة في بريتشا وغيرهما هو بدايات لتغيير موازين القوى على الساحة الدولية،وعلى الأمم الضعيفة(مثل العرب وغيرهم)أن تلتقت الأنفاس إذا أرادت لنفسها أن تكون حاضرة، وتستثمر في نكسة اوكرائيل لمصالحها وعلاقاتها الدولية .