أخر الأخبار
ترشيد الاستهلاك
ترشيد الاستهلاك
ليس فقط لارتفاع الاسعار وغلاء المعيشة ولكن يجب ان يصبح سلوك استهلاكي ويرسخ لدى الجميع حيث ان فوضى التسوق والانفلات في الرغبات والشهوات عادة غير محمودة حتى ان ديننا الحنيف حاربها من باب الاسراف والمغالاة في المظاهر ومن باب الرحمة بالآخرين الذين لا يملكون قوت يومهم ....
لقد بدأنا نلحظ سلوكيات استهلاكية كنا ننادي بها سابقا وكان الكثير من خبراء الاقتصاد والتغذية دائمي الحديث عنها فنلاحظ اليوم شراء بعض المواد الاستهلاكية كالخضروات والفواكهة وحتى الرئيسية منها بالحبة وليس بالجملة واصبحنا نلاحظ انه لم يعد هناك تعدد وتنوع في الوجبات المعروضة على طاولة السفرة وحتي المعروض اصبح يجهز ويعد على قدر الحاجة ولم يعد هناك كميات كبيرة زائدة عن الحاجة تذهب الى الحاويات واصبحنا نلاحظ ونلمس اعداد حسابات وموازنة النفقات حسب الايرادات للبيت وبذل جهودا جبارة لكي لا يكون عجز كبير نهاية الشهر يؤثر على موازنة الشهر التالي وتصبح الحاجة ملحة الى اعلان حالة الطواريء والتعميم بشد الاحزمة كخطوة عاجلة لانقاض الموقف ...اصبحنا نلاحظ ان الانفاق على الكماليات والرفاهية يصل في بعض الاشهر الى الصفر لان هذا البند من الموازنة يتم الاستعاضة عنه في بعض الاحيان لتغطية نفقات جارية طارئة تحدث على حين غرة كارتفاع مفاجيء في فاتورة الكهرباء صيفا مثلا نتيجة استخدام طاريء وبسيط للمكيفات او نتيجة حدوث مناسبة اجتماعية تستدعي بعض التحضيرات والتجهيزات وان كان ذلك على مضد ومكرها اخاك لا بطل وقد يكون لتغطية نفاقات دراسية جامعية او ما شابه ذلك ....
كل ذلك وغيره الكثير كان له من الايجابيات ما يفوق السلبيات بان دفعنا ولو مكرهيين على اعادة تنظيم سلوكياتنا وترشيد الاستهلاك تماشيا ما نمر به من ظروف معيشية تحفها ارتفاعات غير مسبوقة بالاسعار وهذة النقلة النوعية في السلوكيات يجب ان تستمر وترسخ وتصبح نهج حياة وبغض النظر عن تراجع الاسعار او استقراها ...
وبشيء من التفكير والتمحيص بمجريات الاحداث نجد اننا مارسنا حياتنا المعيشية ولبينا رغباتنا الاستهلاكية كما هي من قبل ولكن بشيء من التنظيم والادارة الحصيفة لموازنة البيت وهذا هو المطلوب والمأمول وقد قيل( عقد فراشك مد رجليك ...وقيل اكلما اشتهيت اشتريت)...
وهذا هو المطلوب ايضا من الجميع في الوقت الذي تسعى اليه جميع الدول والمتقدمة منها الى تحقيق الامن الغذائي المنشود وهو ايضا من ناحية اقتصادية يعمل على كثير من الوفر في النفقات الاستهلاكية والذي يؤدي بدوره الى التقليل من فاتورة الاستيراد للكثير من المواد وبالتالي وفر في العملات الصعبة وايجابيتها من الناحية الاجتماعية للاسرة والمجتمع عموما