أستغرب تصرفات معظم الناس، الذين «يتذكّرون» كرامتهم وكبرياءهم في المناسبات السعيدة او التعيسة. فتجد من يحلف بالطلاق وبالحلال والحرام ـ طبعا من زوجته ـ،أن يدفع عنك «أُجرة السرفيس»،او حين يكون الناس في عُرس ويكتشف أحد أقارب العريس او العروس ان «المنسف» تأخّر، أو ان «الولد» الذي يصبّ القهوة أخطأ او تلكك او تلكأ، فتقوم الدنيا ولا تقعد وربما يذهب ضحيّة ذلك «شاب» في مقتبل العمر.كل هذا ،لأن «فلان» أكتشف» ان الاصول ان يفعل الولد كذا وكذا.
الغريب أننا،ننسى «كبرياءنا» و»قدْرنا» و»كرامتنا» طول العام ونتذكّرها في «أوقات» غير مناسبة. كما يقولون «جاءنا كتابكم في أ.... ، الأوقات.
بعض المسؤولين حين يدخلون الى «حفل» تجدهم «يُربكون» المكان» ،فأمامهم يسير عشرة أشخاص لا تعرف ما هي وظيفتهم. وحين يجلسون دقائق معدودة،يتخيلون ان المفروض ان يقوم الناس لتحيتهم،وثم يغادرون ويجري خلفهم «حشد» من الكائنات،من المنافقين او المتواطئين على راحة الآخرين.
طوال السنة تظل»كرامتنا» مخبأة في «علبة»،ونظهر مثل»الفانوس السحري» في المناسبات العامة.
صدقوني هل جاء هؤلاء ومشوا في الشارع او في الحارة او اي عُرس او ماتم،هل كان سيدري بهم أحد؟
هذا الإحساس بالأهمية والمكانة «الموسمية»،تعبّر عن «شلال من العُقَد النفسيّة» التي تحتاج الى»مستشفى الرشيد» لحلّها ومعالجتها.
يفاجئك احدهم بقوله:المسألة مسألة كرامة!
طيّب ،وكرامتك وين كانت لما اليهود احتلوا فلسطين ولما الامريكان احتلوا العراق؟
هل موضوع الكرامة خاص،ونُخرجه من «جيوبنا» إذا ما «ذكّرنا « أحدهم،وغالبا»منافق» بها!
هل نكون طوال العام بلا كرامة ونستردها في» لحظة من الزمن»!
هل هذه الكرامة أم ... شيء آخر!