فى المواجهة المحتدمة منذ 30 يونيو الماضى بين غالبية الشعب وأجهزة الدولة وبين جماعة الإخوان المسلمين، اعتمدت الجماعة اعتمادا أساسيا على العامل الخارجى فى محاولة تغيير المعادلة.
راهنت الجماعة كثيرا على أوروبا وأمريكا وأفريقيا، إضافة إلى الدعم القطرى والتركى، وبعد عام تقريبا من المواجهة فإن غالبية كروت الجماعة الخارجية تكاد تكون احترقت ورهاناتها تتداعى.
أقوى كروت الجماعة كانت تعليق عضوية مصر فى الاتحاد الأفريقى بعد يومين فقط من إعلان خريطة الطريق عقب خلع محمد مرسى.
أنصار الجماعة كان يحلو لهم القول إن كل القارة أو غالبيتها لا تعترف بالنظام الجديد. الآن مصر عادت للاتحاد بالإجماع، والرئيس السيسى سيحضر القمة المقبلة يوم الخميس المقبل فى غينيا بيساو، وربما القمة الطارئة فى سبتمبر المقبل فى بوركينا فاسو.
راهنت الجماعة أيضا على الكارت الأمريكى،الذى كان قويا جدا حتى صدر بيان تهنئة من البيت الأبيض للسيسى أعقبه اتصال أوباما بالرئيس المصرى، وبعد زيارة جون كيرى الأخيرة للقاهرة ووصفه انتخاب السيسى بالحدث التاريخى بدأ تأثير الكارث يضعف، لكنه لم ينته، والسبب أن الموقف الأمريكى لم يحسم أمره تماما فيما يتعلق بالنظام المصرى الجديد، ويفضل الانتظار ويلوح كل يوم بسلاح المعونة.
الكارت الأوروبى يشبه إلى حد كبير نظيره الأمريكى وأحيانا يسير خلفه لكنه يتميز بمرونة تجعله أكثر عملية.
أما الكارت العربى فهو نقطة الضعف البارزة عند الإخوان، فغالبية الدول العربية تقريبا تدعم النظام الجديد، باستثناء قطر ويمثل الدعم السعودى الإماراتى لمصر أكبر ضربة تلقتها جماعة الإخوان طوال المعركة.
ونقاط القوة الخارجية فى أيدى الإخوان ربما تتمثل الآن فى الانفلات الأمنى الشامل فى ليبيا وبروز دور الجماعات المتطرفة، الأمر الذى قد يشكل قاعدة إيواء أو انطلاق للجماعة أفضل كثيرا من قطر التى تواجه ضغطا خليجيا للتخلى عن الجماعة أو تركيا المتحمسة جدا للإخوان، لكن قدرتها على التأثير ضعيفة.
إذن ماذا على الإخوان أن يفعلوا؟.
المطلوب أولا أن يقرأوا المشهد جيدا ويعوا التغيير على الأرض ويصدقوا أنهم خسروا جولة ويبدأوا فى التعامل مع أنفسهم ومع الآخرين على هذا الأساس.
إذا حدث ذلك سيكون بداية تشخيص مرض الإخوان المزمن منذ 30 يونية الماضى، وبعدها يمكن لهم أن يتناولوا العلاج المناسب للحالة.
العالم الخارجى خصوصا أمريكا وأوروبا لا يتعاملون مع قضايا العالم من منظور أخلاقى بل من منظور نفعى مصالحى فقط وبالتالى لا يفرق معهم كثيرا من يحكم مصر أو أى دولة فى العالم، مادامت مصالحهم مضمونة، هم بطبيعة الحال ربما يتمنون أن تكون كل الأنظمة فى العالم شبيهة بأنظمتهم، لكنهم يملكون القدرة على التكيف مع أى نظام ماداموا لا يستطيعون تغييره.
إذن الحاضنة الدولية للإخوان تتقلص خصوصا فى ظل الضغوط الخليجية على قطر، بل وعلى أوروبا.
ربما تكون مشكلة الإخوان أنهم فهموا معارضة جزء كبير من العالم لما حدث فى 3 يوليو أو حتى فض اعتصام رابعة باعتباره تضامنا معهم، ولم يفهموا الطبيعة المعقدة للعلاقات الدولية، وقيامها على المصالح فقط، مثلما فشلوا فشلا ذريعا فى فهم طبيعة الشعب المصرى أثناء وجودهم فى الحكم وأثناء وجودهم فى المعارضة.
التغيرات الخارجية ينبغى أن تدفع جماعة الإخوان إلى التفكير الجدى فى تغيير ليس فقط تكتيكاتهم بل واستراتيجيتهم أيضا.عماد الدين حسينوالى: عجز صناديق التأمينات سيصل إلى 182 مليارًا فى 2075
قالت وزيرة التضامن الاجتماعى غادة والى، إن نسبة الإنفاق على برامج الحماية الاجتماعية بمصر بلغت فى موازنة العام المالى الجديد 18% من إجمالى الناتج المحلى، وهى نسبة اعتبرتها الأعلى فى منطقة الشرق الأوسط.
وأضافت خلال مشاركتها فى افتتاح ورشة عمل، أمس، حول «مبادئ التأمين الاجتماعى وأفضل الممارسات الدولية لإصلاح نظام التأمين الاجتماعى فى مصر»، إنه رغم تزايد معدلات الإنفاق العام على برامج البعد الاجتماعى، إلا أن الواقع يشير إلى ارتفاع معدلات الفقر التى بلغت نحو 26%، وبين الأطفال 40%، وفى صعيد مصر نحو 48%.
وبحسب بيان والى، فإن النظام التأمينى يعانى من اختلالات وتشوهات، أهمها ارتفاع تكاليف إدارة النظام التأمينى إلى 6% من إجمالى الإيرادات، بالمقارنة بالمعايير الدولية التى تبلغ 3%، وارتفاع نسبة العجز الاكتوارى، حيث تشير الدراسات الاكتوارية إلى عجز متوقع بصناديق التأمينات، فى عام 2075 إلى 182 مليار جنيه.