أخر الأخبار
أين الأردن وليس أين باسم..!
أين الأردن وليس أين باسم..!
اللهم لا حسد؛ كيف يجد بعضنا الوقت للتفكير بقضايا مهملة، بينما يخوض الأردن معركة شرسة مع الكيان الصهيوني و»أحبابه»..!.
«كلا» الملك عبدالله، التي قالها قبل أكثر من عام ردا على دعاة التوطين، والوطن البديل، والقدس.. هي الأجدر بأن نتذكر هذه الإجابة الملكية في هذه الظروف، وليس على تحليقات المشككين التي تستثمر وتزدهر بالإشاعة وتهدف لتشتيت الجهود، وتفتيت الوحدة والموقف الموحد المتين بين شعب وقيادة تتحمل ما تنوء عن تحمله دول «غنية»، لا يربطها بفلسطين وقضيتها وتحدياتها ما يربط الأردن قيادة وحكومات و «شعبين».
تزامنا مع انطلاق الحرب بين روسيا وأوروبا ومعها أمريكا، انطلقت في فلسطين المحتلة جهود سياسية، تقودها اسرائيل ودول صديقة لها، تريد خلق حالة سياسية تهدف لتمكين الحكومة الاسرائيلية الهشة، فتعامل معها الأردن بما ينسجم مع مصالحه وثوابته وواجبه الأخلاقي والقانوني، وأرسل حزمة من الرسائل القوية بكل اتجاه، حتى باتجاه الحرب شرق اوروبا، فالأخلاق والثوابت والقيم الإنسانية والعروبية لا يمكن تجزئتها في التفكير الأردني.
دولة الكيان الصهيوني رهينة بيد اليمين المتطرف، الذي أصبح يهاجم الأردن في كل مناسبة، ويعيد المحاولة تلو الأخرى لتصفية القضية الفلسطينية على حساب الأردن، ولم تهدأ بعد الحملة الإعلامية التي يشنها هذا اليمين ضد رئيس الوزراء وضد كل مكونات الدولة الأردنية.
حيث تقول الصحافة العالمية بأن الأردن لم يقبل لا بوساطة مبكرة ولا متأخرة مع فصائل المقاومة الفلسطينية، سيما وأن الأردن لم يسجل على نفسه سابقة من هذا النوع، وفي السنوات الأخيرة قامت دولة عربية بالتوسط بين فصائل المقاومة واسرائيل في أكثر من مواجهة عسكرية، فهذا ليس دور الأردن ولا ينتهج مثل هذه السياسة، ثم قامت قيامة اليمين الصهيوني المتطرف على تصريحات رئيس الوزراء بشر الخصاونة، تجاه الاعتداءات والاقتحامات الاسرائيلية للمسجد الأقصى وتدنيسه من قبل الأنجاس، فتوجه الصهاينة للاعلام العالمي، يتهمون الأردن بإثارة وتغذية ما يسمونه عنفا في المسجد الأقصى، وخسروا هذه المحاولة أيضا، بعد أن تحدث وزير الخارجية أيمن الصفدي لمحطة سي ان ان الأمريكية، وأثبت بطلان هذه الادعاءات الاسرائيلية، بل وتم إحراج رئيس وزراء الكيان الصهيوني، وبدا كذابا مهزوزا ضعيفا مرتبكا، وهو يجيب المحطة نفسها على سؤال (لماذا سمحت لجنودك بدخول المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين المسلمين؟)، فكانت جولة ثانية أمام الأردن، خسرها الكيان المحتل وحكومته ومتطرفيه.
اكتملت حتى الآن نصف متطلبات أزمة سياسية حادة بين الأردن من جهة وبين الكيان الصهيوني المحتل و»أصدقائه» من جهة أخرى، في وقت تنشغل فيه أوروبا وأمريكا بأزمتها وحربها مع روسيا، وأصبح لدينا ما يمكن أن نقوله وننشغل به كواجب وطني، نقوم به دعما لمواقف جلالة الملك ومواقف الحكومة والشعب الأردني، ودعم موقف الأشقاء الفلسطينيين في القدس وفي كل فلسطين، ويبدو ترفا وحديثا زائدا لا يخدم قضيتنا بقدر ما يخدم الطرف الآخر، أعني إثارة قضايا وتقليب صفحات أصبحت قديمة ومهترئة، بعد أن طوتها المحاكم الأردنية قضائيا، وأصبحت محاولات إثارتها ضربا من ضروب التضليل والإشغال والتشكيك بمواقف الدولة، في وقت نحتاج فيه أن نقف مع أنفسنا وقضايانا الرئيسية، التي تأزمت وأصبحت تهدد حياتنا اليومية بشكل حرفي فعلي، بينما الفرصة مواتية لتحقيق إنجازات سياسية أردنية مشهودة.
فقولوا بدوركم «كلا» لتشتيت الجهود.