أخر الأخبار
زيارة الملك عبدالله الثاني إلى واشنطن  تحمل أبعادًا مهمة
زيارة الملك عبدالله الثاني إلى واشنطن  تحمل أبعادًا مهمة
غادر الملك عبدالله الثاني، ترافقه الملكة رانيا العبدالله أرض الوطن، الخميس، في زيارة خاصة تتبعها زيارة عمل إلى الولايات المتحدة الأمريكية ، وقد حمل معه إلى واشنطن «العديد من ملفات المنطقة الساخنة» لبحثها مع الرئيس الأمريكي بإيدن وفي مقدمة الملفات القضية الفلسطينية وكانت محور محادثات الملك عبدالله الثاني مع الرئيس محمود عباس قبيل إعلان الديوان الملكي عن زيارة خاصة لجلالته تتبعها زيارة عمل إلى واشنطن.
ما تزال الحرب في أوكرانيا التي تلت الغزو الروسي في مراحلها المبكرة. لكن في حين ما يزال من المبكر كثيراً قياس الأثر الكامل للحرب على الأزمات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بات من الواضح أن التداعيات ستكون متعددة الأبعاد. حتى الآن، تقتصر آثارها على المجال العسكري، لكنها ملحوظة أيضاً في الميدان السياسي، مع قيام أطراف الصراع بإعادة التموضع في مواجهة بعضها بعضاً وحيال العالم الخارجي. بالنسبة لاقتصادات المنطقة وعقودها الاجتماعية المتوترة أصلاً فقد تكون التداعيات مدمرة.
سياسياً، هناك الكثير من المتغيرات. ففي سائر أنحاء المنطقة وداخل الدول الغارقة في حرب أهلية، تبتعد الأطراف الفاعلة السياسية عموماً عن الاصطفاف العلني مع روسيا أو أوكرانيا/الغرب، وما زالت تفضل حتى الآن التحوّط لرهاناتها. وحدهما الحكومتان الإيرانية والسورية، إضافة إلى حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن، عبروا عن تضامنهم مع روسيا. أما خصومهم فينخرطون في محاولة التوازن على حبل مشدود بالتودد إلى روسيا والدول الغربية معاً ويحاولون لعب دور الوساطة، كما فعلت إسرائيل.
وسط ضبابية المواقف ومخاطرها وتداعياتها على امن المنطقة في ظل تغير موازين القوى والتحالفات تأتي زيارة الملك عبدالله الثاني إلى واشنطن وهو الملم بملفات المنطقة و الأكثر قدرة على فك أبجديات السياسة الأمريكية، ويملك مفاتيح الفهم البعيدة عن الخطاب الإنشائي، ومن هنا تأتي أهمية الزيارة كونها أبعد من زيارة خاصة إلى زيارة عمل تحمل أبعاد ومخاطر تداعيات القضية الفلسطينية والمخاطر الناجمة عن الاعتداءات على المسجد الأقصى وكنيسة ألقيامه وانعكاساتها على أمن وسلامة المنطقة ، كما يبدوا أن هناك توافق على أن يكون جلالته المفوض بنقل الرسالة لبعض القوى النافذة في المنطقة إلى الإدارة الأمريكية، وهي عملية معقدة تبدأ بمقدمات يدركها الملك، من هنا كانت لقاءاته السابقة واللاحقة للقائه مع الرئيس الأمريكي جو بايدن ممنهجة على تشكيل قواعد إسناد ودعم قبل وبعد طرح أي موقف عربي في البيت الأبيض.
فالموقف السياسي الأردني شكل عبر تاريخه الطويل في العلاقات الدولية صورة نمطية للاعتدال مما يعطي زخما بقبول ما يطرحه الأردن لدى صانع القرار الأمريكي بحجة المنطق والواقع، وهي صورة استهلكت من الأردن –الدولة عبر تاريخه عقودا طويلة من القيادة المتوازنة والصعبة في محيط متلاطم الأمواج.ومن هنا فإن الأردن حين يتحدث، فإنه مسموع بشكل أكبر من سياسات أخرى تعتمد على إنشائيات الانفعال الآني والتي من الصعب أن تشكل موقفا يمكن الاعتماد عليه.
ويذكر أن الملك عبدالله والرئيس الأميركي في اتصال بينهما قبيل زيارته لأمريكا أكدا «التزام الأردن والولايات المتحدة بمواصلة العمل من أجل تحقيق السلام في المنطقة والعالم». فيما قالت وسائل إعلام رسمية أردنية، إن الملك عبد الله اتفق مع الرئيس الأميركي على ضرورة منع تكرار المواجهات التي شهدتها الأماكن المقدسة في القدس. وعلى صعيد التطورات في المنطقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، شدد بايدن والملك عبدالله «على أهمية استمرار التنسيق والعمل على الصعد كافة لمنع تكرار الاعتداءات على مدينة القدس ومقدساتها وأهلها، والتي من شأنها تقويض فرص تحقيق السلام والدفع بالمزيد من التأزيم».
قد تكون الظروف الدولية سانحة أكثر من ذي قبل لحلحه الملفات في المنطقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وسوريا ولبنان وقضايا أخرى منها البرنامج النووي الإيراني وحرب اليمن بحيث يخشى من تداعيات تلك الملفات على امن المنطقة، ملخصه أن الحوار المنطقي والتعاون الدولي فقط لا غير يشكلان الحل الوحيد لأي نزاع بعد المخاطر التي تتهدد دول العالم على اثر تداعيات الحرب الروسية الاوكرانيه، من هنا تأتي أهمية الزيارة وعوامل نجاحها؟