نعيش اليوم أجواء من الاستبداد والظلم والتخوين، فالسلطة التي تحتكر الحقيقة والوطنية بذريعة المصلحة الوطنية وتتهم من يعارضها بالخيانة حتما ستقودنا إلى كارثة.
في داخل كثيرين من بين ظهرانينا دواعش، في المجتمع والمؤسسات والفصائل والسجون ومراكز التوقيف، نساء ورجال. عنف مقيت ومخيف وعقليات مريضة تريد الناس على صورتها وتحكم باسم الله وتوظف كل شيئ باسم الدين، مستقبل اسود، سلطة مستبدة لا ترى إلا مصلحتها.
طالعتنا الاخبار عن إغلاق شاطئ بحر قطاع غزة كاملا خلال الأيام القليلة المقبلة بسبب التلوث، خبر استقبله الناس بسخرية مفرطة فهذا ليس جديد، وهو من الازمات و الحقائق القائمة في قطاع غزة منذ سنوات وتتفاقم بشكل يومي، حيث أن 90 مليون لتر من المياه العادمة غير المعالجة أو المعالجة جزئيا تضخ في البحر90% من مخزون المياه الجوفية في القطاع غير آمن للاستخدام البشري ما لم يتم معالجته، 85% من مدارس القطاع تعمل بنظام الفترتين و 80% من سكان القطاع يحصلون على مساعدات انسانية.
غزة تسلم غداً ما تبقى لها من بقايا طاقة. سلطة الطاقة تبشركم بعودة برنامج إلا … ساعات، الوضع جد خطير وماذا يعني، أين المشكلة، سنة إضافية للسنوات السبع الماضية، حصار وبطالة وفقر ومعابر مغلقة، وأسرى وخطف، ورواتب، و احباط ويأس، وفقدان للأمن الغذائي وعدوان مستمر، وحكومة شحاتين مرتبكة لا تعرف عن غزة سوى الاسم. ومن بين الاخبار وصل خبر متأخر يقول ان الاسرى الإداريون علقوا إضرابهم عن الطعام بعد ٦٢ يوم، الاخبار قالت ان الاسرى يشعروا بإحباط وإهمال الجهات الرسمية وغياب التضامن الشعبي مع قضيتهم، وهذا سهل من قيام دولة الاحتلال .
الاستفراد بالأسرى.
مساء يوم الثلاثاء 24/6/2014، قصفت الطائرات الاسرائيلية غزة بالصواريخ، إلا ان الفرح تمكن من دخول قلوب الأطفال والشباب والشابات وذويهم في حفل عيد الموسيقى بالمركز الثقافي الفرنسي، الحفل استمر اكثر من ساعتين، غنت فرقتان فلسطينيتان للوطن والحب والحرية والفرح، وغنى الناس مع الموسيقى. مكان الحفل يبعد امتار قليلة عن مقر وزارة الداخلية، كان من الممكن ان يقصف، لكن غزة كانت تبحث عن الحياة في وسط القصف والموت الاسرائيلي، وكان لغزة وجه أخر غير الموت، فهي تعشق الحياة رغم الموت والحصار الذي تفرضه اسرائيل منذ سبع سنوات، اسرائيل الذي رفضت السماح لفرقة “جازاديم” الفرنسية، وكان المنع الامني الاسرائيلي بالقول “الغناء ممنوع في غزة”.
وكأن هذا ما يريده بعض من الذين يكرهون الحياة والحب والغناء والفرح، و يربطون سرقة لحظات الفرح بالفراغ والانحراف والفوضى. صباح اليوم الخميس عم الاضراب الوزارات والمؤسسات الحكومية في قطاع غزة، الاضراب والحق في التنظيم النقابي حق، نقابة موظفي حكومة حماس السابقة هي التي اعلنت عن الاضراب عن العمل احتجاجاً على عدم تسلمهم رواتبهم والمطالبة بالاعتراف بهم كموظفين عموميين في حكومة الوفاق الوطني.
قبل سبع سنوات مع بديات و بشائر الانقسام، وفوز حركة حماس بالانتخابات التشريعية شكلت حركة فتح نقابة للموظفين العموميين، قيادة النقابة معظمها كان من الموظفين الكبار، في حينه لم نسمع عن نقابة ولم نسمع صوتها طوال فترة حكم السلطة، أول احتجاج كان على تأخر الرواتب في بداية عهد حكومة حماس، نقابة لم تكن قائمة باستثناء نقابة موظفي وزارة الاتصالات.
التاريخ يعود بصورة اخرى نقابة موظفي حماس التي لم نسمع منهم أي شيئ ولم يقوموا بأي احتجاج طوال حكم حماس يعلنون الاضراب. الاضراب حق والراتب حق، والاعتراف بحقوق الموظفين حق وواجب على السلطة الالتزام بواجباتها تجاههم، لكن ليس من الحق ان يكون لكل فصيل سياسي نقابة تمثله ويخرجها من الدرج خدمة لأهدافه السياسية. سيبقى الانقسام طالما بقيت كل النقابات منقسمة وكل فصيل يحاول السيطرة عليها ومن يدفع الثمن الموظفين.
استهبال
فسر الدكتور رامي الحمد الله معنى التنسيق الامني مع اسرائيل وقال”: انه ليس تعاون بل تنسيق هام لإدارة شؤون حياتية بحتة من ضمنها تسيير امور حركة وتنقل الرئيس شخصيا بين المناطق وعبر الحدود، اضافة الى انتشار الاجهزة الامنية في منطقة C في حال كانت هناك حاجة لوصول القوات لتوفير الامن والأمان للمواطنين وغيرها من الامور الحياتية اليومية هي تنسيق أمني”.
التنسيق الامني قائم وله دلالاته منذ قيام السلطة من تنفيذ الاعتقالات والتحقيق مع المقاومين ومنع العمليات ” الارهابية” ضد اسرائيل، ومنع التحريض ومراقبة ومتابعة كل فلسطيني بفكر بأي عمل ضد اسرائيل. فاتورة غزة هي 60 مليون دولار شهريا بين رواتب ومصاريف تشغيلية. مع أن ابو مازن يقول دائما ان موازنة قطاع غزة تبلغ 58% من موازنة السلطة؟ الدكتور رامي الحمد الله قال ان الحكومة لا تستطيع ان تدفع رواتب موظفي حكومة حماس السابقة نظرا لما تمر به من ازمة وعجز مالي في موازنة العام الحالي تقدر بحوالي مليار و 800 مليون دولار. و أن الحكومة تعمل جاهدة وتتصل بالجهات الدولية والعربية لا سيما قطر لتامين دعم يغطي مصاريف القطاع، موضحا ان قطر اتصلت مع الحكومة وتابعت ووعدت بتحويل 20 مليون دولار شهريا لمدة 3 اشهر، وان فاتورة غزة هي 60 مليون دولار شهريا بين رواتب ومصاريف تشغيلية. الرئيس يحذر من الفوضى، ورئيس الحكومة يحذر من استمرار الازمة، وحماس لن تسمح بالفوضى في غزة، حالنا يقنعنا اننا لا نستحق معاملة وحياة أفضل، و أغبى ما فينا اننا نقول عن انفسنا أصحاب قرار ونحدد مصيرنا بأنفسن