يوزع بنيامين نتنياهو «حنانه» على المنطقة فيقرر دعم الأكراد العراقيين في المضي قدماً بإعلان دولتهم، ويقرّر «دعم» الأردن في وجه أخطار داعش.. ومن هذا الكلام الذي يحتاجه هو وحكومته وليس الأكراد والأردنيين!!.
وإذا كان بنيامين نتنياهو عدواً للإرهاب إلى هذا الحد، فليكن صادقاً مع نفسه فيوقف الإرهاب الذي يمارسه على الشعب الفلسطيني.. وإذا كان قادراً على اقناع الكرد والأردنيين بقوة إسرائيل الأمنية، فإنّ عليه أن يقتنع بأن هذه القوة لم توفر له خلال أسابيع معرفة مصير ثلاثة فتيان مستوطنين، يستغل عجزه الأمني في الوصول إليهم بممارسة البلطجة العسكرية على غزة، أو الترويع المتمادي في الخليل أو التظاهرات المقرفة التي يرعاها لقطاع المستوطنين في ساحات الحرم القدسي الشريف!!.
لقد مضى الزمن الذي لعبت فيه إسرائيل دوراً في شمال العراق لمصلحة أميركا وشاه إيران.. فأميركا موجودة الآن عسكرياً وأمنياً في المنطقة، ووزير خارجيتها يروح ويجيء إلى عاصمة الحكم الذاتي، وهي لم تعد بحاجة إلى البلطجي الإسرائيلي، وشاه إيران ذهب إلى غير رجعة، وحلّ محلّه شاهات تأكل أحقاد تاريخية في قلوبهم، ويحلمون أحلام اليقظة.. ويتوافقون هم والأميركيون على تدمير العراق.. بعد تدميره!!.
أما استعداده لدعم الأردن فقصّة لها علاقة بأنفه المكسور في قضية خالد مشعل، وممارسة أخس أنواع الإرهاب بمحاولة قتله في شوارع عمان. وحين جدَّ الجدّ دفع ثمن مدّ اصبعه عبر النهر باطلاق سراح الشهيد أحمد ياسين ورفاقه من السجون الإسرائيلية، والاعتذار واستضافة ياسين في مستشفيات القوات المسلحة الأردنية وإعادته بطائرة عسكرية أردنية إلى بيته.. في غزة!!.
هذا «الحنان» الذي يسبغه نتنياهو على المنطقة إنما هو صفير الخائف في الليل، لأنه لا يعرف كيف يحكم، وأن تجارته «بداعش المستوطنين» لا تؤهله لمحاربة أي داعش داخل وخارج فلسطين المحتلة!!.
تتغيّر المنطقة.. ربما إلى الأسوأ!!. لكن إسرائيل تتغيّر هي الأخرى، فلم تعد تلعب لعبة البلطجي الامبريالي.. ولم يعد أحد يصدق أنها الملاذ الآمن لليهودي الخارج من أفران الغاز النازية، فقد أصبحت، في القرن الواحد والعشرين، كياناً نازياً عنصرياً يبحث عن كل شائه في المنطقة ليختبئ وراءه.. وليكون دولة اليهود إلى جانب دولة الشيعة ودولة السُنّة ودولة الأكراد!!.