أخر الأخبار
الشّعب إمّا نصف الحل ، وإمّا نصف المُصيبة
الشّعب إمّا نصف الحل ، وإمّا نصف المُصيبة
علم الإجتماع والسّياسة يشمل بداخله مفهوم الشّعب أفراداً وجماعات يعيشون على أرض واحدة في إطار من الثّقافة والعادات والتّقاليد ، يتبادلون المعارف والآراء والمواقف ، وما يميّزهم علاقاتهم الإجتماعيّة وإعتبارهم الرّكن المتين للدولة ، من خلال تسخير طاقاتهم المُختلفة في سبيل بناء المجتمع والمحافظة على ديمومته وحمايته من الإنحراف عن مساره ، ويكون دور الفرد الواحد مماثلاً لدور المؤسسات داخل الدّولة ، ولا فرق بين الخطأ والخيانة خلال التّعاطي بما يخص قضايا الوطن المُختلفة والتّصدي لها .
بذات الوقت الذي نعتبر فيه تدخلات وإنتقادات الشّعب لحكومة الدّولة حالة صحيّة وطبيعيّة ، ونميّز بين سنّارة العبث وبين سنّارة الإصلاح ، ومن شأن هذه الإنتقادات الصّحيّة السّليمة ، الإمضاء على الحقائق وتحميل الجّهات المُختصّة ثِقل التهاون في حل المُشكلات ، ووضع القضايا الوطنيّة المُتشابكة تحت خيوط الشّمس ، ويأتي بعدها إنتظار ما آلت إليه الأمور وعن حكمة الحكومة وزرقاء يمامتها . فيكون الوطن بعدها غالباً أو مغلوباً .
القضايا الوطنيّة المُختلفة ، منها ما يبدأ من كرسي المسؤول وإدارة الحكومة ، ومنها ما يتشارك بصناعته الشّعب ، التغاضي عن الفساد إشتراك بالجُّرم أيضاً ، والشّعوب الجّبانة والضّعيفة هي مصنع الطّاعين ومسندهم ، والمسؤوليّة والجّزاء واحد ، والقضايا المُجتمعيّة ، وقطبها الشّعب داخل الدّولة ، التي تضرّ بنفسها ، بثقافتها المشؤومة وتصرّفاتها اللامسؤولة ، التي تهدم الأشخاص وتلحق الضّر بالجّماعات ، وأشكالها الجّريمة والفساد الأخلاقي والمُخدرات بأشكالها وأكل الميراث والتّعدّي على الآخر ، وعدم تربية جيل واعي ومدرِك ، وجملة من التّصرفات التي يصعب حصرها ، فيتشابه هُنا دور الحكومة مع الشّعب ، في إيجاد المضمار الحقيقي لسير الدّولة تجاه أهدافها وبقائها .
الشّعب الواعي والجّريء يعترف بنفسه أحد أركان الدّولة الواحدة ، ويقف بوجه الظّلم والطُغيان ، ويحترم نفسه من الدّاخل ، ويعلم ما له وما عليه وكيف يحافظ على نفسه وعلى منظومة الوطن الذي ينتمي إليه ، وأن الخطأ " واحد " رغم إختلاف منابته ، وأن الوطن يرفض من يلوي ذراعه ، ولن يتحقق نجاحاً أو مشروعاً وطنيّاً ، إن لم يعرف الشّعب حقيقته ووجهته .