بينما تخوض منتخبات العالم وأبرز لاعبي الكرة فيها مهرجانا رياضيا اجتماعيا وترفيهيا ممتعا في البرازيل، لا تزال الشعوب العربية في صيف 2014 تعاني من اشد حالات الإحباط والقمع والأزمات اليومية التي تنغص الحياة وتحارب أي أمل في التقدم والنمو. مونديال الدمار العربي لعام 2014 يضم الكثير من “الفرق المشاركة” التي يمكن تقسيمها إلى أربع مجموعات رئيسية.
المجموعة الأولى والتي يمكن أن نسميها “السلطة الشمولية” تضم أربعة فرق اساسية أهمها نظام الحكم السوري الذي لا يزال ينكل بشعبه منذ سنوات ويحارب أية تطلعات نحو الحرية وتسبب في سقوط الدولة السورية في مستنقع من العنف الطائفي والحرب الأهلية المعقدة. الفريق الثاني في المجموعة هو منظومة الحكم العراقي التي تسببت في تأجيج الصراعات الطائفية في البلاد وإطلاق العنان للتنظيمات والعصابات المتطرفة. الفريق الثالث هو قادم جديد على الساحة وهي منظومة السلطة الإعلامية والرسمية في مصر والتي باتت تحارب الرأي الآخر وترفض النقد وحرية التعبير وتستهدف الإعلام والصحافة بشكل اساسي. عن هذه المجموعة يتأهل للدور نصف النهائي وبشكل شبه ساحق النظام السوري.
المجموعة الثانية هي مجموعة التطرف والتي تضم العديد من الفرق أهمها داعش والتي باتت تمثل نموذجا متطرفا في الوحشية في استهداف المختلفين في الرأي وممارسة كافة اشكال العنف والقتل ضدهم في محاولة تأسيس نموذج مرفوض تماما من الحكم والإدارة يتناقض مع الطبيعة البشرية. في نفس المجموعة هنالك الميليشيات الشيعية في العراق والتي مارست العنف بشكل وحشي في السنوات الماضية ثم عادت الآن بحجة وجود داعش لتمارس استهدافا سيئا للسكان السنة في العراق وتساهم في تأجيج العنف الطائفي. الفريق الثالث يمثل كافة الميليشيات والمجموعات الطائفية التي تحاول إرجاع لبنان إلى حالة الحرب الأهلية. الفريق الذي سيتأهل للدور نصف النهائي عن هذه المجموعة هو داعش.
المجموعة الثالثة هي مجموعة الاحتلال والتدخل الخارجي وتشكل العديد من الفرق المشاركة أهمها إسرائيل التي تعيث دمارا في الأراضي الفلسطينية وإيران التي تتدخل في كافة الشؤون الداخلية في العراق وسوريا ولبنان وتخلق حالة من العدوانية والصراع الطائفي المرير الذي سيستمر لفترات طويلة. الفريق الثالث هو الولايات المتحدة التي لا تزال تواصل البحث عن مصالحها في المنطقة عن طريق دعم عدة جهات تعمل لتحقيق أهداف عسكرية وسياسية مختلفة مع أن مستوى التدخل تراجع في عهد أوباما. الفريق المتصدر لهذه المجموعة هو إسرائيل بدون منافس.
المجموعة الثالثة هي الفقر والفوضى الداخلية وتضم العديد من الفرق أهمها الصراع الداخلي في ليبيا المتمثل في فوضى السلاح وغياب الدولة المركزية وسيادة الميليشيات التي تمثل المدن وأحيانا التشكيلات التنظيمية الايديولوجية. في نفس المجموعة ايضا نجد الفقر والفوضى الاقتصادية في اليمن والفشل التنموي في مصر ولكن المتصدر لهذه المجموعة هو الفوضى في ليبيا.
في نصف النهائي يتفوق داعش وإسرائيل بشكل كبير نظرا لحدة وحجم التأثير السلبي الذي يحققه الفائزان على ملايين الناس في العالم العربي ومقدار العنف والجرائم المرتكب. أما في المباراة النهائية بين الفريقين فالمستوى متقارب جدا ولا تزال المباراة قائمة وقد وصلت إلى الضربات الترجيحية ويمكن لأي فريق منهما أن يحقق النصر في مونديال الدمار العربي.