ماذا تستطيع أن تكتب والدم المقاوم مثل الشلال في غزة ؟!
ماذا تستطيع أن تكتب وؤوس الأطفال تتساقط تحت القصف الهمجي الذي يتعمد أن يطال البيوت الآمنة بحثا عن الأطفال؛ ليكتب فيهم سفرا تلموديا جيدا ؟!
إنهم يخشون الطفولة التي تنمو وتكبر على صوت الرصاص لأنها ستبحث عن الانتقام .
هل نكتب عن الخضار وعن الأمطار وعن الصيف القائظ ،عذرا لن نسطيع لأن الدم المقاوم يشعل العروق ويحرك الناس في عمان والزرقاء وإربد ومأدبا ورام الله والقدس ونأمل أن تتحرك الجماهير الصامتة في القاهرة وبيروت والجزائر وهي تشاهد الدم العربي كأنها تشاهد مباراة من تجليات كأس العالم في نسخته البرازيلية .
لكن ما يبشر بالخير هو حال الصهاينة وهم يتراكضون بحثا عن الملاجئ في كل المدن المحتلة والهلع يطاردهم ، وكما توقعنا في هذه الزاوية فقد طالت الصواريخ تل الربيع «تل أبيب» والخضيرة والمطارات العسكرية التي تنطلق منها الطائرات الصهيونية في قصفها الهمجي ،إنها الصواريخ التي تصنع الزمن العربي الجديد بعد أن حطم «الربيع العبري» خريطة الأمَّة وحوَّلها الى زمن «سايكس بيكو» جديد يستند الى الطائفية والجهوية والاقليمية ،إنها الصواريخ التي تعيد إنتاج نبض الأمَّة من أقصاها الى أقصاها وتوحِّد الدم من جديد .
نعم إنها الأمَّة تبحث عن هويتها و خريطتها وسيجد « النتن ياهو» أن الدم الفلسطيني سيُسقطُه وسيبحث من جديد عن هدنة لا يصنعها له عباس أو من دار في فلكه ومن عزَّى أو تهاوى مع خطف المستوطنين في الخليل ،إنها ليست لحظة عابرة في تاريخ الأمَّة وشهداء العاشر من رمضان الذي وصل عددهم الى قرابة 33 شهيدا لن يغفروا لكل من تخاذل عن إسنادهم وهم تحت قصف 400 طن من القنابل الصهيونية بحسب الاعترافات العسكرية الصهيونية .
انها لحظة فاصلة تعيد للتاريخ ألقه ومجده بدم الشهداء وقوافلهم التي تقدمها غزة عربون حياة لتعيش الأمَّة بكرامة بعيدا عن الذل والمهانة، وهنا توقفت عند كلمات قليلة للمبدعة الجزائرية «أحلام مستغانمي» وهي تقول في ليل غزة : ما كان لي من ليل ليكون لي صباح .
إن ما يحدث في غزة وضعني في حالة نفسية سيئة ، وهذا شأني مع كل المآسي العربية مذ جئت إلى العالم .
نعم ليلنا صعبٌ ونهارنا صعبٌ وغزة تحت النار .