أخر الأخبار
الأردن في الأمم المتحدة
×
مع انطلاق الدورة السابعة والسبعين لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومشاركة جلالة الملك عبدالله الثاني، في أعمالها، فإننا نستذكر محطاتٍ أردنيةٍ هامةٍ مع هذه المؤسسة الأممية، التي تعد جمهرةً عالمية، تركز كل دولةٍ فيها على خطابها السياسي، وتعرض قضاياها.
لقد مرّ سبعة وستون عاماً على عضوية الأردن في الأمم المتحدة، إذّ قبلت عضوية الأردن في الجمعية العامة للأمم المتحدة، بعد استقلاله بتسع سنواتٍ، وتحديداً بتاريخ الرابع عشر من كانون الثاني عام 1955م.
أما عن سبب تأخر العضوية الأردنية، كان الفيتو (أو الرفض السوفييتي)، وذلك إثر خلافات عقائدية، تمثلت برفض الأردن للعقيدة الشيوعية، ولكن هذه الأسباب تضاءلت لاحقاً، خاصة وأنّ النفوذ الغربي تراجع في الأردن، ويعبر عن ذلك قرار تعريب قيادة الجيش العربي، بعد أشهرٍ وتحديداً في الأول من أذار عام 1956م.
لقد قبلت عضوية الأردن، في الجمعية العامة للأمم المتحدة، في آخر يومٍ من وزارة سعيد المفتي الثانية، وهي الوزارة التي تألفت يوم 30 أيار 1955م، وقد شهدت هذه الحكومة إرهاصات وحديث "حلف بغداد" ومحاولات إقناع الأردن بدخوله، في سياق استقطابات الحرب الباردة، آنذاك، وقد تقدمت هذه الحكومة باستقالتها في 14 كانون الاول 1955م، وفي ذات اليوم قبلت عضوية الأردن في الأمم المتحدة.
إنّ قبول الأردن في عضوية الجمعية العامة للأمم المتحدة، واحد من أبرز الإنجازات الدبلوماسية التي حققها الملك الحسين بن طلال (طيب الله ثراه)، وخاصة وأنّ الأردن وعلى مدار سنوات عضويته حاز على عضوية غير دائمة في مجلس الأمن الدولي لثلاث مرات، خلال الأعوام: 1964 و 1982 و 2014م.
وقد وضع الخطاب السياسي الأردني في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، القضية الفلسطينية على رأس أولوياته، دوماً، ولعب دوراً حاسماً في الهيئات والمنظمات التابعة للجمعية، ولربما أبرزها دوره في "اليونسكو" وحراكه الدائم بهدف إدانة واستصدار قرارات الحفاظ على الوضع في مدينة القدس، وإدراج البلدة القديمة وأسوارها على لائحة التراث العالمي، وهذا دور تاريخيٍ واسع امتد حتى اليوم.
ومن بين أبرز المبادرات الأردنية على الصعيد الأممي، استصدار القرار رقم 2250 بتاريخ 09 كانون الثاني 2015م، وهو قرار تاريخي حول "الشباب، والسلام والأمن" وقد نجح بالترويج له وإنجاحه سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني.
لقد قدم الأردن، وبقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، أنموذجاً على الساحة الأممية، من جهة نشاطاته في تحقيق أهداف هذه المنظمة، والمناداة بإصلاحها، أو على صعيد مشاركاته، والتي بينها أنّ الأردن يعد خامس دولةٍ على مستوى الدول المشاركة بقوات حفظ السلام دولياً، في مناطق صراعات وحروب عدة في العالم.
وقد أسس الخطاب السياسي للملك عبدالله الثاني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وعبر دوراتها كافة، لمكانةٍ أردنيةٍ، وصوتٍ مسموع، وذلك لأنّ هذه الخطابات امتازت بالتركيز على القضية الفلسطينية، وضرورة تحقيق السلام، ومعالجة أزمات المنطقة، بالإضافة إلى تقديم صورةٍ شاملةٍ لعالم اليوم، وما يمر به من قضايا وإشكاليات.
ومن بين أهم الخطابات الملكية، كان الخطاب الأخير لجلالة الملك عبدالله الثاني، وتذكيره العالم بأولوية القضية الفلسطينة، وأهمية القدس الشريف، قائلا جلالته: "إنّ القدس، مدينة مقدسة بالنسبة لمليارات الأشخاص حول العالم"، عارضاً أمام العالم لقضيتها.
والقمة الأخيرة جاءت ظل ظروف وباء كورونا، وكانت إرهاصات عالمٍ جديدٍ تتشكل، إذ قال جلالة الملك عبدالله الثاني، "إنّ الأردن لطالما دعا إلى بناء شبكات إقليمية لتعزيز المنعة، بهدف تجميع الموارد وتطوير القدرة على الاستجابة للتحديات بسرعة وسهولة حال ظهورها. ونحن على استعداد للإفادة من الموقع الاستراتيجي للأردن على نقطة تلاقي آسيا وإفريقيا وأوروبا، لتسهيل أوسع استجابة عالمية للتحديات".
إننا اليوم، أمام مشاركةٍ أردنيةٍ جديدة، وخطاب ملكي منتظر يجيء في ظل عالمٍ متغير، ويعيش أزماتٍ وظروف استقطابٍ غير مسبوقة.
آخر اخبار القسم
مختارات الكاشف
- “شرط جديد” لوقف إطلاق النار في لبنان.. الموساد أبلغ أميركا
[المشاهدات: 1]
- الجيش الإسرائيلي يعلن تنفيذ “ضربة دقيقة” على دير البلح
[المشاهدات: 1]
- إيران بين الحرب والأزمات المتراكمة
[المشاهدات: 2]
- من 11 سبتمبر إلى 7 أكتوبر
[المشاهدات: 2]
تابعونا على الفيس بوك