أخر الأخبار
٢٩ أيلول وبعض الحلول !
٢٩ أيلول وبعض الحلول !
هذا التّاريخ المّميّز الذي عُرف ليومنا هذا باليوم العالميّ لإنطلاق أبرز الأحداث العربيّة ممثلّة بإصدار محكمة العدل الدّوليّة يوم ٢٩ أيلول عام ١٩٨٨ ، حًكماً بأحقيّة مصر في طابا ، التي حاولت إسرائيل إحكام القبضّة عليها ، فيشترك التّاريخ ذاته بالكثير من المحطّات السّياسيّة والتّاريخيّة في آن واحد ، لذلك أخذ هذا اليوم حيّزاً في الذّاكرة العربيّة والعالميّة وكان محطّ أنظار المؤرّخين والكُتًاب وغيرهم .
أعلن الأردنّ مؤخرّاً بقرار صادر عن رئيس الوزراء الخصاونة ، إعتبار يوم ٢٩ أيلول من كلّ عام يوم القراءة الوطنيّ ، لإظهار جانب أهميّة القراءة وإثراء المعارف والمعلومات تحت عنوان " اليوم الوطنيّ للقراءة " .
فكرة رسميّة تستحق الإشادة ، توجّه الأنظار نحو الإطلاع والإبحار في العلوم المُختلفة ، وقد نجد أهمية الثّقافة والمعرفة حين الإستفادة منها على أرض الواقع ، فإنّ أيّ مؤسّسة ما ، تحتاج لأكثر من عشر مدراء للحفاظ على ديمومتها وبقائها ، سأل أحد مدراء الشّركات العالميّة الكُبرى ُ موظفيه كم مديراً تحتاج شركتنا لبقائها ؟
أجاب أحدهم مديراً واحداً
وآخر أجاب مدراء إثنان
وآخر أجاب مدراء ثلاثة …
وأجاب الأخير بذكاء نحتاج عدداً كبيراً إلى ما لا نهاية من المدراء حتّى تحافظ الشّركة على ديمومتها وفكرتها وأساسياتها وعملها ، وحظيت هذه الإجابة تقدير المُدير !
وكانت العبرة في هذه القصّة أهميّة توافر الخبرات والمعرفة داخل المجتمع أو الشركة أو المؤسّسة ، بوّابة للإستفادة من أكبر عدّد ممكن من الأشخاص ، عندما تجد الجميع يعمل بجديّة من أجل الحفاظ على هدفٍ ما ، وتنميته ، وتطويره .
هذا ما يتعلّق بمفهوم القراءة وأهميتها ، ولكنّ عدّة أمور ملازمة لهذا الحدث ، من ناحية الضّرورة والوجوب ، فتحديد يوم وطنيّ للقراءة يعني الكثير لوطن مثل الأردن ، المغمور بفئات وطاقات مختلفة يمكن تحويل معارفها ، إلى نماذج تطبيقيّة وعمليّة واقعة ، ولا يعتبر هذا ضرباً من الخيال ، فحين ندرك قيمة هذا اليوم وأخذه بإعتبار وقيمة ، ربما نفتح مجالاً ليوم آخر نستدرك فيه عبر الكتابات المختلفة ، نماذج واقعيّة وعلميّة مرّت بها الدّول في حلّ مشكلاتها ، الإجتماعيّة والإقتصاديّة و"السّياسيّة " ، وغيرها من المشكلات ، ويتم طرح ذلك مع التّوثيق وتوضيح الأفكار ، عبر مقالات مختلفة ، أو منشورات ، تؤطّر مرور الكاتب على أهم تجاربه مع الكُتب والعلوم والتّجارب المُختلفة ، بطريقة تخدم هذا اليوم والوطن أجمع .
فلا حاجة للقراءة والتّعليم وستار بطالة التّطبيق يمنع ، ولا فائدة للمعلومات وفساد المواقع أصبح كهلاً ويقبع ، فلا خير في علمٍ إن كان لأهله لا ينفع !
إن كانت الحكومة تقرّر هذا اليوم وتضع أهدافها له بجديّة وليس حبراً على ورق ، لِتدع الفرصة لشباب الوطن وأهله جميعاً رجالاً ونساء ، أن يقدّموا له ما يمتلكون من حلول وأفكار في هذه المناسبة ، وإن أرادت الحكومة الأردنيّة في نهاية الطّريق أن تضع جيناتها الحقيقيّة لتفاجئنا ، ليكون هذا اليوم مشروعاً وطنيّاً بإمتياز ، عليها أن تُشرع بأفضل الأفكار حتّى هدم أواكر الفساد المُفترسة ، وبناء وتفعيل ما يخدم ، ليحمل التّاريخ حلّة مختلفة !
لا نريد بها أطغاث أحلام ، ولا بيع أفيون ، ولا حقيقة رغيف على صورة معلّقة أمام جائع ، فهذا الشّعب إعتاد العودة من الطّريق بنفسه ، معه ظِلّه ، وأفكار الألم على وطنه تساوره !