أخر الأخبار
الأسطورة جنين
×
جنين ليست مدينة عادية، فهي التي ما زالت تُخرج المقاومين، ليقارعوا المحتلَ في كل مكان, حتى لو كانوا داخلَ السجونِ فإنهم يكسرونَ قيدهم بطريقةً تُهين الاحتلالَ أكثر.
حين يترددُ اسمُ "جنين" يدبُ الرعبُ والفزعُ بين أجهزةِ الاحتلالِ الإسرائيلي، فتعلنُ حالةَ الاستنفارِ؛ لأنه من المحتم أن هناك عمليةً بطوليةً سينفذها من حملتهُ المدينةُ في أحشائِها وأنجبتهُ ثائراً مغواراً.
الزمنُ يروي قصصَ مدينة فلسطينية هز أولادها بعنادِهم ومقاومتِهم محتلاً زائلاً.
ومن المعروف عن مدينةَ جنين ومخيمها، أنه في كلِ ليلةً هناك اقتحامٌ لجنودِ الاحتلالِ للبحثِ عن المقاومين، وحينها يصدحُ صوتُ المئات من أبنائها بين الأزقةِ والحاراتِ وهم يرددون "حي على الجهاد".
ولا يزالُ يستعصي على المحتلِ أن يكسرَ شوكةَ أهالي جنين، فقد استخدم الطائراتِ والمدرعاتِ لإنهاءِ حالةِ المقاومةِ لكن كلَ محاولاته باءت بالفشل، وبقي أبناءُ المخيم يواصلونَ مسيرةَ الشهداءِ التي رسمَ تفاصيلها محمود طوالبة والشيخ رياض بدير وأبو جندل وكل الشهداء الذين ارتقوا دفاعاً عن الأرض.
ويتسابقُ أبناءُ جنين للشهادة كما لو كانوا يذهبون للصلاةِ، ودوما يفاجِئون المحتل بعملياتٍ نوعيةٍ فيدبُ الرعبُ في أجهزته الأمنيةَ أكثر من السابق، وتدفعهُ لإعادةِ مخططاته، لكنَ الفشلَ دوما حليفها.
ويصف الكاتب خالد جمعة مدينةَ جنين عبرَ منشورٍ على فيسبوك قائلاً:
(إذا قلت "جنين" ثلاث مرات، ولو همساً، ستنبت قرية بين أجساد الشهداء، وسيزيد الأكسجين في هواء البلاد، وربما دبت الحياة في عروق الشجر الناشف، ولكن الأمر الحتمي، أن هذه المدينة، ومنذ خلق الله الأرض، قررت ألا تكون مجرد جغرافيا.. وضعت وشماً على ساعدها [حُرّم الوشم للأشخاص وليس للمدن]، وحملت أحزان المدن في جيوبها، ومضت إلى الوديان، كل حجرٍ ترونه ملوناً في جبال فلسطين، عليه بصمة جنين.. كل طائرٍ يغني في غير موسمه، في صوته جنين.. كل شهيد، ولو كان من أقاصي الأرض، ابحث عن نسبه، ستجد -ولو قبل مليون عام- أن فيه نَسَباً من جنين) ويتابع جمعة: ( سيقولون: يا لها من مبالغة، وسأقول: فيمن سنبالغ إن لم يكن في جنين؟ )
" يكره الاحتلال الإسرائيلي جنين، ويراها «وكرًا وعشًّا للدبابير» وفقًا لتعبيره ووصفه، ولذلك أسبابٌ كثيرةٌ بعضها تاريخيٌ, لم يترك الاحتلالُ سبيلا لكسر شوكة أهالي جنين واجتثاثِ مقاومتِهم وتجفيفٍ منابعها الا واتبعه, بدءً من تصفيةِ نشطاءِ المقاومةِ وملاحقةِ الفاعلين والاعتقالِ والحبسِ وهدمِ البيوت والإبعاد ,إلى استخدم الطائراتٍ الحربيةٍ والمُسيرةٍ والرشاشاتِ والمدافعِ والمدرعاتِ والألياتِ, وتشديدِ القبضةِ العسكرية واقامةِ الحواجزِ المتحركةِ, وإعاقة تنقلِ المواطنين من المدينة وإليها .
للعلم فقط جنينُ لا تقاتلُ وحدها وهي ليست محاصرةً بل هي من يُحاصر العدو الصهيوني وتُغلق عليه أبوابَ الجيتو ( هو الحي المقصور على إحدى الأقليات الدينية أو القومية والتسمية أصبحت مرتبطة أساساً بأحياء اليهود في أوروبا ) وتفرضُ عليه شروطها وإرادتها .
والشعب العربي والفلسطيني وأحرارُ العالم كلهم مع جنين وأبطالُ مقاومتها الباسلة في موقعةٍ ومعركةٍ.
إذن ستبقى جنين تُمثلُ حالةَ مقاومةٍ فريدة في الضفة المحتلة، إذ يعتبرها الثوار "خزاناً للمقاومين"، كما أنها عصيةٌ على الإنكسار والهزيمة، فكل حادثةٍ تزيدُها قوةً في مواجهةِ المحتل.
الرحمةُ للشهداء الأبرار والشفاء للجرحى والمصابين والله تعالى نسأله بقدرته العظيمة التمكين والسداد للمجاهدين والربط على قلوبهم وهم يعيدون تصحيح وجهة البوصلة نحو تحرير فلسطين بالنار والدم والشهادة كخيار وحيد لانتزاع حقوقهم من بين أنياب الإحتلال الغاشم.
آخر اخبار القسم
مختارات الكاشف
- بعد وقف إطلاق النار في لبنان.. حماس جاهزة لاتفاق في غزة
[المشاهدات: 1]
- حرب مسيرات مشتعلة.. إسقاط 76 روسية و39 أوكرانية
[المشاهدات: 2]
- مقتل 6 بينهم جنديان بغارات إسرائيلية عل معابر شمال لبنان
[المشاهدات: 2]
- حركة سير نشطة.. آلاف النازحين يتدفقون على جنوب لبنان
[المشاهدات: 2]
تابعونا على الفيس بوك