-1-
جاء في كتاب الأمير لـ «ميكافيللي» : (ثمّة أمانٌ كثير في أن يخشاك النّاس من أن يحبّوك).
في غياب توازن القوى يلعب توازن الرّعب دورا بديلاً ويكون لكل حزب مقصلته، السلام والهدنة ليس دافعهما تسامح الحكومات ولكن إذعانها للقوة أو للرّعب، وجدير ان تذكر عتبة الخوف المنخفضة لدى إسرائيل والمرتفعة لدى الفلسطينيين، الايديولوجيات الدينية لا تتبنى السلام مع عدو أزلي (كقيمة) لأنها ستنهار على الفور بسبب الانشقاقات الداخلية والاندساس والردّة، إنها لا تستمر إلا بقدر ما تفرز من رعب ورهبة في وجه الخصم، كلما اشتدّت وطأة الحياة ( تطرّفاً ) كلما ازداد تمسّكها بالمبدأ الذي تؤمن به فالتطرف يخلق تطرّفاً مضادّاً وأخيراً الرّدع والخوف هو ما منع كارثة الحرب العالمية الثالثة .. فممّ نخاف نحن العرب ؟؟ و ليس بعد القاع من هاوية؟
(مقتطفات من رسالة خاصة بتصرف طفيف)
-2-
هل تعلمون لم يسخر البعض من صواريخ المقاومة، ويعتبرها ظاهرة صوتية، ولا تسبب إلا «دمارا» للشعب الفلسطيني؟
أقولها لكم، معظم من يهرف بهذا الرأي هو ضد مشروع حماس عقائديا ومن حيث المبدأ، وأي نجاح لحركة حماس، هو ضده، حتى ولو زلزل كيان الصهاينة و «جننهم» إلى درجة أنهم تلقفوا مبادرة مصر، لإنقاذهم، علما بأن تلك المبادرة تجاهلت حركة حماس بالكامل، ولهذا ركلتها، طبعا ربما تقبلها فيما بعد، بعد تعديلها، وهذا أمر طبيعي، لأن الحرب التي لا تنتهي بثمار سياسية، هي حرب عبثية!
بقيت مسألة مهمة جدا، نجاح حماس معناه إنقاذ لمشروع الإخوان المسلمين، الذي انتكس في غير بلد أخيرا، وهو ما لا يطيب لمن يناهضه، ويحاربه، ولهذا، تصبح صواريخ حماس خردة وغير ذات نفع لدى أولئك القوم، بل تُتهم بـ «تخريب» نضال الشعب الفلسطيني!
-3-
السلطة الوطنية الفلسطينية أصرت على إعلان نتائج الثانوية العامة في الضفة الغربية أمس الثلاثاء، لخلط الأوراق، ومحاولة صرف العيون عما يجري في شطر الوطن الآخر، رغم مناشدتها لتأجيل هذا الإعلان، لأنه لا يجوز ان يفرح أحد بفوزه وشطر من الوطن ينزف، ولكن الأهل في الضفة أدركوا الأمر، وتبادلوا تهاني نجاح صواريخ المقاومة في الامتحان، ونيل طلبة غزة «الشهادة» الكبيرة!
-4-
في بلاد العرب، ثمة مواجهات إما باردة، او ساخنة ودموية، كل تلك المواجهات، على نحو أو آخر، هي حروب أهلية، بينية، إما عرقية أو مذهبية، أو بمثابة صراع على السلطة، أو صراع بين اتجاهات مختلفة أيديولوجيا، أو صراع بين شعب مظلوم ونظامه القمعي، وحدها غزة الاستثناء، حيث تخوض حربا مع «عدو» حقيقي، هو عدو الأمة، بلا لبس أو تأويل، وتلك فضيلة وميزة لغزة هاشم، التي تخوض صراعنا التاريخي، بعيدا عن حروبنا العبثية، على حد تعبير أخينا الكبير فهمي هويدي!