أخر الأخبار
مَن يختار الرئيس !
×
سأكون اول من يتهم شعباً باكمله مخالفاً بذلك كل الاعراف والبروتوكولات إن على المستوى الشعبي الفردي او على مستوى انظمة ودول العالم واخص هنا الدول التي يكون بينها نزاع او حرب او اتهامات ودائما يُحَيِّدون الشعب ويقولون ان الخلاف مع النظام او الحكومة وليس مع الشعب بعكس ما اقول تماما فأنا أتهم وأُدين الشعب الامريكي بكامل اطيافه واتجاهاته وميوله واحزابه والوانه
" أليس الشعب هو من يختار الرئيس ! "
لا أُشكك بالعملية الانتخابية الامريكية على الإطلاق فنحن نرى الطوابير وهي تنتظر دورها للادلاء بصوتها ونرى صناديق الاقتراع الشفافة ونرى الأوراق والوانها ونستمع الى خبراء في شرح عملية الانتخاب الطويلة العريضة التي يقولون ان نتيجتها مؤشر قوي على مَن سيكون الرئيس ، لا أُشكك بهذا ولست بهذا الصدد ولست معنياً اصلاً لأني لست مؤهلاً لفهم هذا المستوى " العالي جداً " من الديموقراطية .
تعداد السكان في الولايات المتحدة الاميركية حسب احصائيات عام ٢٠٢٠ وصل ثلاثمائة وثلاثين مليون نسمه ومنذ الحرب الفيتناميه والتي اندلعت في العام ١٩٥٥ حين كان ايزنهاور رئيساً لامريكا والتي انتهت في العام ١٩٧٥ وصولاً الى يومنا هذا بكل ماحملت هذه السنين الطوال من احداث جسام كانت وما زالت امريكا صاحبة اليد الطولى في احداثها وتفاصيلها
وفي نتائجها بالتاكيد ، ولم يكن للرأي العام الامريكي طوال هذه العقود التي مرت اي اثرٍ يُذكَر ولم يكن له تأثير لا مباشر ولا غير مباشر ، لم يكن لهذا الشعب سوى تحركاً محدوداً في ايامٍ عَصَفَت بدول وشعوب وانظمه باكملها سوى أعداد اذا ما قيست بعدد السكان فانها لم تكن تزيد عن عدد اصابع اليدين كانت تخرج حاملة لافتات كُتِبَ عليها عبارات رفعْ عتب ليس إلا ، وربما اعظم شيء قاله الشعب الامريكي في احداث كانت امريكا طرفاً مباشراً فيها وهي الحرب الفيتناميه حيث قالوا وبعد فوات الاوان ، وهذا ينسب للشعب الامريكي انها كانت حرب لا اخلاقية ولم تكن امريكا مضطرة او مجبرة عليها .
لن اذهب بعيداً ويكفي ان اتحدث عن جريمة كبرى ما زالت تداعياتها تُلقي بظلالها على بلاد الرافدين وتتحدث عنها هذه الأيام اصوات امريكية وازنة عما حصل في العراق وما لحق بالشعب العراقي بكافة اطيافه وعرقياته وطوائفه ومذاهبه بلا استثناء إلا ثلة فاسدة وهي موجودة في اغلب ومعظم المجتمعات " وليس ذلك تبريرا" انما هي حقيقه ، وتقول هذه الاصوات صراحة ان تدمير العراق كان جريمة كاملة الاركان ومنهم من يطالب بمسائلة الرئيس بوش الابن عن تلك الحرب التي بحدها الادنى كانت لا تقل في عدم اخلاقياتها عن حرب فيتنام بل هي اشدُّ واكثرُ فداحةً وقُبحا وفتكاً .
الى يومنا هذا الذي نشهد فيه احداثاً لا يُشكِّك في ضلوع امريكا فيها شرقيٌ ولا غربيٌ واحد فيما يجري هناك في اوروبا بما ينبئ بما هو أسوأ من حربٍ عاديه وإن كان الاعلام يحاول يائساً طمس واخفاء هذه الحقيقة فان المشهد نفسه يتكرر بالموقف الامريكي على المستويين الشعبي والرسمي ، حتى بالنسبة لأوروبا التي هي حليفتها الأولى والأقرب الى قلبها !!
اشدُّ العجب فيما جرى على الساحة الامريكية بما يتعلق بانتخاب الرؤساء في العقد الاخير ، فقد تم إنتخاب الرئيس ترامب بصورة دراماتيكية مفاجئة وظهر هذا الرئيس بصورة مغايرة تماما عن نمط الاختيار للرئيس إن على مستوى السلوك الرئاسي المعروف والمعهود عنه عالمياً أو على مستوى التعامل والتواصل ما بين الادارة الامريكية بكاملها مع العالم اجمع ، حيث شهد العالم في عهده تعطيلاً تاماً للمؤسسات والهيئات والمنظمات المعترف بها والتي تم إقرارها والتوافق عليها عالمياً ، فجرد هذا الرئيس كامل هذه المنظومة من صلاحياتها وابطلها وابتدع قوانين خاصة بامريكا ، فأعطى بموجبها باطلاً ومنع بموجبها حقوق ، كان يُملي على العالم ما يريد مِن هناك من مكتبه بالبيت الابيض ، والمشهد الشعبي الامريكي واقصد الرأي العام الامريكي لا زال نفس المشهد لم يتغير .
انتخاب الرئيس الحالي بشخصيته المغايرة تماما للرئيس السابق من حيث الكاريزما الشخصية فقط
مع الإبقاء على النهج السياسي العميق المؤثر والفاعل في خلق وإحداث تغيرات جوهرية دراماتيكية في العالم دون النظر الى مصالح وحقوق الشعوب على اختلاف وجودها على خارطة العالم هو أمرٌ فيه من الغرابة ما يكفي لطرح السؤال بصورة اكثر إلحاحاً،،
هل فعلاً ألشعب الامريكي هو مَن يختار الرئيس!!!
أجيبونا إن كنتم تعلمون .
آخر اخبار القسم
مختارات الكاشف
- مقتل 6 بينهم جنديان بغارات إسرائيلية عل معابر شمال لبنان
[المشاهدات: 1]
- حرب مسيرات مشتعلة.. إسقاط 76 روسية و39 أوكرانية
[المشاهدات: 2]
- بين صنعاء وتل أبيب
[المشاهدات: 2]
- ... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!
[المشاهدات: 2]
تابعونا على الفيس بوك