أخر الأخبار
دبلوماسية أردنية ريادية بقيادة الملك
دبلوماسية أردنية ريادية بقيادة الملك
نعم، نحتاج إلى مقاربات مع عالم اليوم، الذي يبدو بأنه يتغير سريعاً، فما حملته السنوات القليلة الأخيرة، بل وحتى الأشهر الأخيرة، من متغيراتٍ، جراء وباء كورونا، وحرب أوكرانيا، وازمة المناخ، يبدو بأنه يعيد تشكيل عالم اليوم.
والأردن، وهو الدولة التي لطالما انتهجت الوسطية في مسارها، بنت على مدار سنواتٍ من دبلوماسيتها صورةً كلها إيجابية، تعكس واقعها، ومقدرة أبنائها، وبما تزخر به، وهذا الأمر لطالما كان حاضراً في هذه الدبلوماسية التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني.
ولقد جاءت المشاركة الأردنية مؤخراً، في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP27 الذي تستضيفه جمهورية مصر العربية، معبرة عن خطوطٍ عريضةٍ لمّا يحتاجه العالم، آنياً، وفي مقبل الأيام، إذ بسط جلالة الملك أمام هذا المنتدى الهام، والذي يحمل قضية ملحة تعاني منها معظم دول وأقاليم العالم، التزامات الأردن، ومدى تأثره.
فقراءة عناوين هذه الكلمة، يدرك مدى المقاربات التي نجح الخطاب الملكي في تقديمها للعالم، إذ أبرز ما يعانيه نهر الأردن اليوم، الذي يتدفق من مياهه فقط سبعة بالمئة مقارنةً مع المعدلات التاريخية للتدفق، بالإضافة إلى إشارة جلالة الملك إلى البحر الميت، وضروة إنقاذه من تراجع منسوب المياه والبالغ معدله ثلاث أقدام سنويا، ذلك أنّ "البحر الميت ونهر الأردن كنوز من الماضي وموروث للمستقبل، ويتحتم علينا أّلا نكون الحلقة التي تكسر هذا الرابط".
ومن بين العناوين التي قدمها جلالة الملك، والتي تختزل معاني التغير المناخي الذي تعاني منه أيضاً، منطقتنا، "تراجع متوسط هطول الأمطار إلى النصف خلال العقود الخمسة الماضية، بينما تراجع نصيب الفرد من المياه بنسبة ثمانين بالمئة".
وقد كان أيضا، لمشاركة سمو ولي العهد الأمير الحسين، في قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر التي عقدتها المملكة العربية السعودية، دلالات عدة أبرزها، التأكيد الأردني على التكامل الإقليمي في مواجهة التحديات، ولا يقل تحدي التغير المناخي أهمية عن باقي التحديات، إذ أشار سموه إلى ضرورة توفير حلولٍ تكفل مستقبلاً أخضراً ومستداما.
وهي مبادرة تسعى إلى وضع خارطة طريق ذات معالم واضحة لمواجهة التغير المناخي في المنطقة والتخفيف من تبعاته، من خلال تقليل الانبعاثات الكربونية، وزراعة 50 مليار شجرة في الشرق الأوسط.
لقد حملت المشاركة الأردنية، معها مبادرةً هامةً، تحت مسمى "مترابطة المناخ - اللاجئين"، بهدف إعطاء أولوية الدعم للدول المستضيفة التي تتحمل عبء التغير المناخي، وهي مبادرة تعزز دور الأردن كمركزٍ إقليميٍ للتنمية الخضراء.
كما أنّ هذه المبادرة، والتي من المنتظر أنّ تصادق عليها الدول المشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغيّر المناخ (كوب27)، تعبر عن دورٍ أردنيٍ يدرك ما يمر به العالم اليوم من متغيرات، ومن تحديات، وإلى ضرورة الانخراط في أيّ نشاطٍ أو جهد من شأنه أنّ ينعكس إيجاباً على الأردن، ويحولها حتى إلى فرص.
فالأردن، بما يقدمه من أنموذج، وخطابٍ، ودور، يجترح دوماً مقارباتٍ مع العالم، خاصة وأنّ سجله في مجال الالتزام المناخي، وفي غيرها من المجالات، وبشهادة المؤسسات الدولية، يعطيه ميزةً متقدمة تمنحه الأولوية.
إننا اليوم، أمام جهدٍ ملكيٍ دبلوماسيٍ وسياسيٍ متعدد التوجهات، ويستطيع البناء ومسايرة الجهود الدولية في الحقول الريادية، وهو جهد ملكي قاده جلالة الملك عبدالله الثاني، ووفر لنا رصيداً دولياً كبيراً.