أخر الأخبار
هل المنطقة مرشحة لثورات إجتماعية ؟
هل المنطقة مرشحة لثورات إجتماعية ؟
هل المنطقة العربية بمعظم أقطارها مرشحة لثورات إجتماعية ؟ ولماذا إجتماعية وليس سياسية ؟
- الثورات الإجتماعية تختلف عن الثورات السياسية، من حيث أن الثورات الإجتماعية تهدف إلى إعادة تنظيم المجتمع كله، وصولاً لإعادة تنظيم الحياة الإقتصادية الإجتماعية.
– محركات الثورات الإجتماعية : غياب العدالة الإجتماعية، الفساد، غياب عدالة توزيع الثروة بحصة الفرد من الناتج القومي، البطالة والفقر، توفر العلاج اللائق والسكن المناسب، توفير فرص العمل ودخل الأسرة الملائم لظروف حياة كريمة، وهي مطالب حقوقية لحياة كريمة.
– الثورات الإجتماعية تنتهي عادة بتغير بُنية الأنظمة السياسية بكل مكوناتها، تغيرات لا تكتفي ولا تتوقف بتغير حكومات .
– الثورات الإجتماعية، هي بجوهرها ثورات على الطائفية والمذهب والعرق والوصاية سياسية وفكرية وإدعاء الشرعية الثورية وعديد اليافطات والشعارات التي ترفعها السلطة السياسية، وتتحدد مطالب الثورات الإجتماعية، بحقوق المواطنة من الدولة.
– وتبدأ بإرهاصات وإحتجاجات، وتخلتف عن ثورات بما يسمى بالربيع العربي عام ٢٠١١ التي كانت مطالبها حريه وديمقراطية، فالثورات الإجتماعية، تبدأ بإحتجاجات ومطالب حقوقية، وتتولد عنها ثورة، وعلى كل الطبقات السياسية، وثورة حتى على الحزبية التقليدية، ووصايتها على الناس، وعلى الاحزاب التاريخية ومسمياتها التقليدية .
– بقراءة للتاريخ السياسي للدول والشعوب، الثورات الإجتماعية تأتي على شكل موجات متتاليه وغير محكومة بزمن أو إعداد، وغالباً ما تكون شعاراتها ومطالبها، تتلخص بالمواطنة وحقوقها، وكأنها إرهاصات ايضاً، لإنتاج حزبية جديدة وبشكل جديد نحو نمط الحزبية الإصلاحية البرامجية التي تجد الحلول لحاجات المجتمع، وتتطور برامجها وفق تطور المجتمع وحاجاته .
– الثورات الإجتماعية نتيجة حتمية للواقع العربي الذي عايشته الشعوب العربية وعلى مدى قرن مضى من الزمان، الذي أثقل ظهر الإنسان العربي بالهزائم والنكبات، والجوع والخوف، وغياب التنمية الحقيقية تحت عديد الشعارات والوصاية على الشعوب، وهي عوامل جعلت من الإنسان العربي الخائف الجائع على الأرصفة وبلا هويه، أو على أعواد المشانق، والمطارد بدبابة أو وشاية .
– ما نشاهده من موجات إحتجاجيه متجددة ومتتالية، هي بالحقيقة تعكس جوهر ما يغلى بداخل المجتمعات العربية، وهذه الإرهاصات، وهذا الغليان قد يأتي على شكل تسونامي في المنطقة، فالمجتمعات قد تكون مريضة، ولكنها بعمق معاناتها، ما هي إلا مراجل تغلي أمام حقها في حياة كريمة وصون إنسانية إنسانها، وهكذا التجربة التاريخية تتحدث لنا عن تاريخ الشعوب ومستقبل الدول بأنظمتها السياسية.
– وبالمراجعة التاريخية، اثبتت مواجهة المطالب الشعبية بالعنف والإحتواء، لن تجدي، وهي ستكون معالجات آنيه، لن تصمد أمام الشعوب وسعيها بحق الحياة الكريمة ونيل حريتها .
– اهم معطيات الواقع العربي، ما بين ٢٠١١ و ٢٠٢٢، وفي اكثر من قطر عربي، أنه تم كسر حواجز الخوف لدى موجات شعبية ونزولها للشارع، وإصرارها على حقوق إجتماعية وإقتصادبة وليس بمطالب سياسية، وإن رفعت شعارات إسقاط الطبقات السياسية الحاكمة، وحتى لعناصر تسيدت بمسمى طائفة أو عرق والعديد من الشرعيات لأنظمة الحكم، فالثورات الإجتماعية بمضمونها، هي ثورة على الفساد وغياب العدالة، والمطالبة بحق الحياة الكريمة اللائقة، وتبقى بجوهر عوامل محركاتها، أنها ثورات الجوع الذي يُخرج الناس لتُشهر سيوفها