أخر الأخبار
ثقافة التفاؤل
ثقافة التفاؤل
اليوم يرى المتأمل للمشهد العام بالبلاد أنه يضج بالكثير من التفاصيل التي نتناولها في مجالسنا، وتختلط فيها يومياتنا وهمومنا الخاصة بالعامة.
وبالرغم من حالة التشاؤم التي تلقي بظلالها أحياناً على كثير من أحاديثنا، وما يشوبها من قلق إثر ما يجري في محيطنا العربي إلا أننا بحاجة للمسة تفاؤل، فمن غير المعقول أن نبقى ندور في حالة التشاؤم التي كثيراً ما تكون انطباعية أكثر من كونها حقيقية.
ومسؤولية صناعة التفاؤل تقع اليوم على عاتق الإعلام والنشطاء والرواد، فكما مطلوب المهنية والحقيقة ووضع اليد على الجراح ومكامن معاناة المواطنين، مطلوب منا أن نعي أهمية مشاعر الناس وحاجتهم إلى الفرح.
وهذه باتت ثقافة غائبة، زادت إما من سوداوية المشهد أو أسهمت بخلق انطباعات غير حقيقية عن واقع الناس المعاش والمثقل أيضاً، بهمومهم اليومية سواء في مصاعبهم الاقتصادية أو الاجتماعية.
فهل نحن أصبحنا مجتمعات يغلب عليها حالة من فقدان الأمل؟ وصرنا أسيرين لمشاعر السلبية، والتي زادتها سوءاً وسائل التواصل الاجتماعي، وما يبثه البعض من سلبيات تترك أثرها في نفوسنا، أو صور 'وهمية' بحالة سعادة كبيرة لدى البعض وغير حقيقية..
ومن بين هذه الأسئلة، ونحن نبحث عن الاجابات، نتساءل أيضاً،مسؤولية من صناعة السعادة أو خلق انطباع ايجابي أو تسليط الضوء على حقيقة ايجابية تبعث الأمل في نفوس الناس، أو تجعلهم يعيشون على الأقل الواقع الحقيقي بعيداً عن التهويل أو الإثارة..
إن مسؤولية صناعة التفاؤل اليوم، أضحت حاجة مؤسسية تتجاوز حالة 'الترف'، إذ إن التواصل وخلق الصورة والانطباع لم يعد رهين فئة دون أخرى، بل الغني والفقير والمتابع غير المتابع بات على صلةٍ بالحدث، ومفاهيم الفرح والأمل والحقيقة كما هي وبصورة كاملة جزء منها مسؤولية تقع على عاتق الإعلام ومؤسسات أخرى.
وإن كانت دول قد أنشأت وزارات للسعادة، فما نتطلع إليه اليوم هو أن نبحث عن قيمها وأسباب التفاؤل إلى جانب معركة الانطباعات التي تدار من قبل أفراد ومؤسسات..
فلماذا نترك أثير المشاعر مساحة للتشاؤم لوحده، وهناك جانب آخر من الصورة دوماً، بالرغم من التحفظ على أن زماننا باتت فيه كثير من مشاعرنا تصنعها صور وانطباعات.