أخر الأخبار
رجعية الخطاب والممارسة في دولة الاحتلال
رجعية الخطاب والممارسة في دولة الاحتلال
في ظل أعياد الميلاد المجيدة والتي تغطي بكل ما فيها من انعكاسات على واقعنا في الشرق الاوسط نهنئ اخواننا المسيحيين في كل انحاء العالم بمناسبة السنة الميلادية الجديدة واعياد الميلاد، وذلك انطلاقا من اهمية مضمون السلم والسلام والتاخي التي تعبر عنه هذه الاعياد بولادة السيد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام.
إن غطاء الاعياد قد ذهب بالكثيرين نحو الابتعاد كليا عن انتهاء المهلة التي تم تحديدها لتشكيل حكومة الكيان الصهيوني والتي قد اسقطت كل الرهانات بخلق توازن كان ينشده المجتمع الدولي بان سياق التشكيل الذي اتبعه الليكود الصهيوني خلال مرحلة التشكيل منبثقة من نتائج التواصل الداخلي والحراك الصهيوني المشوه والقائم على وعود غيبية وفك وتركيب في مشاريع القوانين التي انجزت وتم قولبتها بما ينسجم وسياسية ثعلب الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو ضمن اطار تدوير الزوايا والمحاصصات الشخصانية والمتجلية في نتائج الانتخابات الصهيونية الاخيرة نسبة الى الاحداث السياسية التي حكمت الاغلبية القصوى في الكنيست الصهيوني والتي تُرجمت على ارض الواقع في ماسسة الخطاب اليميني ممارسة وتطبيقا انطلاقا من مرتكزات الحركة الصهيونية الاساسية القائمة على الانتهازية السياسية ضمن اطار التكيف الموضوعي مع واقع المستجدات السياسية وحصد نتائج التجييش والشعبوية المتطرفة والتي ارتكزت على قاعدة مستوى حصة الدم الفلسطيني في سياق عملية التشكيل في المرحلة والاهداف فالتكتيك الذي اتبعه بنيامين نتنياهوا لم ياتي من خلال فوضى المحاصصات انما جاء ارتكازا على مدى تماهي تلك البرامج اليمينية المتطرفة واستراتيجية الحركة الصهيونية العالمية والقائمة على سياسية الاقتلاع والاحلال والتشويه التاريخي والجغرافي لاستحقاق نموذج من العنصرية والفصل على اساس العرق والدين وحتى اللون ومرجعية الانبثاق على اساس محورية الدم اليهودي في السيطرة السياسية والاجتماعية وصولا الى ترسيخ السيطرة الروحانية الدينية القائمة على التهويد خارج اطار كل الابعاد السياسية والتي كانت تحكم وتحدد وتُمأسس الوهم الصهيوني بمدنية الدولة واشتقاق منظومة مرتكزاتها السياسية انطلاقا من ابعاد الراسمالية الاجتماعية والتي محورها الانسان.
هذا الوهم قد تلاشى بحكم ذوبان ثلج المدنية المعاصر للتاسيس والديمقراطية وبيان جوهر ومضمون هذا الكيان بان التوافق الصهيوني الداخلي باحزابه المتطرفه وما يضمه من مجرمين برئاسة الوزارات السيادية هو ليس تكتيكا سياسيا ينطلق من بنية التحالفات الداخلية انما هو تجل لما نسميه نضوج الظروف الموضوعية والذاتية للذهاب بعيدا اتجاه فرض المعايير الصهيونية السياسية القائمة على الوطن البديل كحل استراتيجي لدولة الاحتلال ضمن منظور توظيف الضعف العربي بكل ابعاده سياسيا واجتماعيا واقتصاديا من اجل جعل هذا الكيان وطبيعته الشوفينية الذاتية اي كيانا يعبر عن اليهودية المتطرفة وان هذه دولة مارقة في سياق السياسة والواقع الجيوسياسي تعتمد على الفصل العنصري ليس ضمن اطار السياسية انما فصل على اساس طائفي وانتماء روحي.
إن هذا المشروع والذي سيبدأ بتحقيق اهدافه بالاطار المرحلي والاستراتيجي بداية عام 2023 يجعل مواجهته اولوية قصوى ويمكن تبرير او تدوير واقع الاولويات في المنطقة انبثاقا مما سيمارسه ذلك الاحتلال على الارض والذي يعتبر مشروعا يتناقض كليا مع المناشدات التي اطلقها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين بانسنة السلوك السياسي سمة التعدد والتي هي المحرك الحقيقي وحده وتناقض الاضاد في سياق الانتماء للمكون الجغرافي.
اذن فالحتمية التاريخية التي يؤمن بها الاردن والتي يحتويها ويوظف عناصرها الايجابية الانسانية جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين من خلال اعتبار ان مضمون تلك التناقضات يجعلنا امام تحد حقيقي وممر اجباري عنوانه الذهاب الى الصدام المباشر والمطلق اذا ما انحسر الحل في سياق الفرز الديني والطائفي والرجعي بكل تفاصيله او الذهاب الى الحداثة والمعاصرة في سياق اعادة المرتكزات الروحية والدينية وتجلياتها السياسية في الايمان في التعددية وهو ما يجعل الكيان الصهيوني في مازق استراتيجي الذي ارتكز على وهم الديمقراطية المشوه وكذلك يعزل مشروعه على الصعيد الدولي وننخرط في مواجهات حقيقية على الارض مما يزيد من تكلفة التحول الى الشعبوية والفكر المتطرف العنصري والذي بات ملموسا على صعيد الانتقادات الموجهة وغير المسبوقة من نخبة الدول الغربية للبناء العنصري والفاشي والاعتداء على الدستور والمواثيق الدولية تجاه حكومة نتنياهو الجديدة وان التوجه الى وعي اللحظة ضمن اطار الواقعية السياسية والحكمة التي يمثلها دون ريب او شك جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في سياسية الاحتواء والتوظيف وانسنة السلوك السياسي كركائز لبنائه الفكري وفلسفة التعدد من اطار الثوابت وخصوصية البيئة الموضوعية المحيطة.