هذا ما نعهده ودون ادنى شك ان يكون الخطاب الملكي تجاه القدس والمقدسات وتجاه قضايا المنطقة ومستقبلها ومستقبل ابنائها المبني على الامل والتفاؤل والجدية والحزم في الطرح ان كان هناك التزام وتجاوب وتفاعل من جميع الاطراف وفي مقدمتهم اسرائيل فالحديث واضح وصريح ولا يحتاج الى التأويل بان القدس والمقدسات خط احمر ومن اراد التجاوز فان الرد المناسب في متناول اليد ...رسالات عدة ارسلها جلالة الملك الى القادة في اسرائيل والى الشعب الاسرائيلي ناصحا لهم ومنطلقا من خبرته السياسية ودرايته لمجريات الاحداث وبادق تفاصيلها ومتابعته حتى الثانوية منها ...العيش الكريم والمشترك يحتاح من الجميع والقادة في اسرائيل خصوصا ان يتمعنوا الواقع جيدا وان يدققوا وبكل عناية لما يقوله جلالة الملك بهذا الشأن حيث مكانة القضية الفلسطينية في وجدان الشعوب العربية وفي أولى اولوياتهم حيث استشهد جلالته بمجريات فعاليات المونديال في قطر وكيف كان العلم الفلسطيني يرفع من قبل الكثير من الفرق المشاركة جنبا إلى جنب مع اعلام اوطانهم وكلنا شاهد وسمع كيف كانت القنوات الاعلامية الإسرائيلية في المونديال منبوذة ومرفوضة وهذا دليل وتأكيد لما يقوله ويطرحه جلالة الملك وهذا دليل على رفض للسياسات الإسرائيلية وكيفية تعاملها وتعاطيها مع قضايا المنطقة وشعوبها وخصوصا القضية الفلسطينية ....يتحدثون عن الديمقراطية وحقوق الإنسان والعيش المشترك الكريم والحريات العامة والعدالة ولكنهم بعيدين كل البعد عنها فعلا وتطبيقا وتنفيذا على أرض الواقع ....وكما أكد جلالة الملك أن الحلول السياسية وفرضها على أرض الواقع لن يكتب له النجاح اذا لم تكن هناك تكاملية اقتصادية فعليه بين جميع الاطراف فالسياسة والاقتصاد صنوان لا يفترقان ولا يتحقق اي منهم دون الاخر ...لقد حان الوقت أن تعمل دول المنطقة العربية والإسلامية بتشاركية وتكاملية في جميع المجالات وان تكون قوة ضاغطة على فرض الحلول المناسبة لشعوب المنطقة وللشعب الفلسطيني وتحقيق ما يصبوا اليه من عيش كريم مشترك كباقي شعوب المنطقة وقد حان الوقت أيضا أن يستوعب القادة في إسرائيل والشعب الاسرائيلي ان امنهم واستقراهم وطمأنينتهم وحريتهم رهينة تعاونهم واستجابتهم لصوت العقل والمنطق وما يطرحه ويتبناه جلالة الملك وان القوة والعنجهية والتمرد والتسويف والمراوغة لن تجلب الا مزيدا من العنف والإرهاب والتطرف والذي لن يكونوا بمأمن منه رغم ما يتغنون به من قوة ومن بطش والأحداث خير شاهد على ذلك وان خطاب الكراهية والتشدد وإثارة الفتنة والشكوك لن تخدم مصالح الشعوب ولن تساعد على بناء الدول وتقدمها...لم نعد نملك فسحة من الوقت للمناورة والمراهقة السياسية فالتحديات تتعاظم ومعها تتناقص الفرص الممكنة والمتاحة للحلول المرضية والتي تخدم الجميع والبديل عن ذلك سيكون مزيدا للويلات والكوارث والتي لن تبقي ولا تذر لا سمح الله