أخر الأخبار
لماذا يتأزم الوضع الوبائي في الصين؟
لماذا يتأزم الوضع الوبائي في الصين؟
بعد أن تنفس العالم الصعداء بشبه انتهاء لجائحة الكورونا عادت الأمور الى المربع الأول في الصين لتهدد العالم بأسره.
فالصين كانت لوقت طويل مركز اعجاب لدى الكثيرين للسيطرة القوية على عدم انتشار الوباء والذي كان هذا بسبب نهج ما يسمى " صغر حالات" وهذا يعني الاغلاق التام ومنع التقارب الاجتماعي وتم للأسف إغفال مسألة التطعيم مع ان الصين كانت أول دولة في العالم تقدم مطعوم السينوفارم والذي للأسف لم تصل فعاليته الى اللقاحات الأخرى وخاصة المصنعة بالهندسة الجينية مثل فايزر مثلاً، كما أن الصين لم تقوم بحملة قوية للتطعيم وخاصة تطعيم كبار السن.
في الأشهر القليلة الماضية اضطرت الصين الى فتح الأبواب وإنهاء فترة الإغلاقات وذلك للضغط السياسي الداخلي والذي تمثل بالتظاهرات الشعبية وللضغط الدولي نتيجة لتوقف عجلة الإنتاج الصناعية الأولى في العالم، وهذا أدى الى أضرار كبيرة في ثاني اقتصاد عالمي وثاني أكبر مُصدر في العالم، مما أحدث ارباكاً في الأسواق العالمية.
كما أن وضع الصين قد قلل الطلب على البترول والغاز والمواد الخام وأدى ايضاً الى إحداث ثغرة في إنتاج الكثير من المواد الهامة في الصناعة العالمية فمثلاً تأخر أو انعدم إنتاج المخزنات الإلكترونية الدقيقة والذي عرقل إنتاج الآلات الدقيقة والكهربائية بل وصل الى إعاقة صناعة الآلات الثقيلة والسيارات ومن المتوقع أن يتراجع الاقتصاد الصيني للأعوام الثلاثة الماضية بقيمة 2 ترليون دولار سنوياً وهذا يعني تراجع 14% مما سيوقف النمو الاقتصادي المتسارع في الصين وربما يحدث تضخم عالمي.
أن السياسة الشيوعية للصين في حجب المعلومات بشكل عام لكونها أمن قومي والتي تطبق في المجالات الصحية ايضاً وخاصة حجب المعلومات الصحية عن العالم وعن منظمة الصحة العالمية WHO أدت الى ادخال العالم في طرق ملتوية وأخرت كثيراً في معالجة الأمور بشكل مبكر، فانتشار المرض قبل ثلاث سنوات والتعرف على الأسباب والمصدر كانت تشبه قصة بوليسية لتعنت الحكومة الصينية في الإفصاح عن المعلومات وهذا للأسف يتكرر الان.
إن وفاة 60 ألف شخص خلال الأسبوع الماضي وربما تكون الأعداد الحقيقية أعلى الى جانب تفشي المرض سيضع الصين أمام مأزق صحي كبير، فالصين رفضت قبل ثلاثة أسابيع قبول تبرع من الوحدة الأوروبية لكمية كبيرة من اللقاحات مجاناً.
التخوف الكبير هو نشوء متحورات جديدة تكون فتاكة بشكل أكبر وانتقالها الى دول أخرى وخاصة إن ضوابط السفر أصبحت غير موجودة بشكل صارم، فالله يستر من الأسابيع القادمة.